القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 23 تشرين الثاني 2024

التسرب المدرسي: حكاية يعيشها تجمع جل البحر للاجئين الفلسطينيين، فمن المسؤول؟؟

التسرب المدرسي: حكاية يعيشها تجمع جل البحر للاجئين الفلسطينيين، فمن المسؤول؟؟
 

سمية مناصري

بدل القلم سيجارة، هذا هو حال الطفل الفلسطيني في تجمع جل البحر،هو واحد من التجمعات الفلسطينية والذي يقع على المدخل الشمالي لمدينة صور. سكانه من الطبقة الفقيرة،أما البيوت فهي من الزينك، البارد في الشتاء والحار في الصيف، لا يوجد مدارس فيه،فالأطفال يذهبون الى المدارس المتواجدة في مخيم البص، فهم يواجهون مشقة في الوصول الى المدرسة. الأهل غير مبالين في تعليم الطفل، فالعدد الكبير منهم غير متعلم وليس لديهم المال الكافي لكي يخصصوا لطفلهم أستاذاً خصوصياً في المنزل.

لا يوجد جمعية تساعدهم في التدعيم الدراسي كما هو الحال في باقي المخيمات،ولا حتى نادي للترفيه فنادي الطفل هو الشارع والذي توفي عليه أكثر من طفل وهم في طريقهم الى المدرسة، والنادي الثاني المخصص للعب هو شاطىء البحر حيث تكون سعادة للطفل في قمتها خلال فصل الصيف أما في الشتاء فلا حول له ولا قوة، إذ لابديل آخر سوى بيته الذي يتالف من غرفة واحدة يعيش فيها عدد كبير من أفراد الأسرة. والنتيجة طفل لا يعرف كتابة إسمه في عصر أصبح فيه العالم وكأنه قرية صغيرة بفضل (الإنترنت).

الطفل(ع.ج) لم يكن يتجاوز العاشرة من عمره حين ترك المدرسة، تركها وهو لا يعرف كتابة إسمه، كل يوم يذهب الى المدرسة وفي يده سيجارة بدل القلم ومكان المحفظة ولاّعة.

حاله الآن سهر في الليل، يستيقظ في وقت متأخر ويبدأ بنزهة بين الشارع والبحر، أهم ما يقوم به هو المشاكل مع باقي الأطفال وأحياناً مع الكبار، بالإضافة الى شرب الأركيلة،ذهب لكي يتعلم صنعة ما ولكنه لم يستمر فيها سوى بضعة أيام والسبب، لا يريد أن يستيقظ باكراً،لهذا السبب ترك المدرسة بالإضافة الى الضرب الذي كان يتعرض له من قبل بعض الأساتذة في المدرسة، كان يخاف من المدرسة. الآن لا أحد يضربه ولا أحد يجبره على عمل شيء فأنا حرٌ حسب قوله.

هذا هوحال الطفل (ع.ج) فكيف بحال باقي الأطفال الذين لم يواجهوا أي نقد من قبل الأهل؟

هذه مسؤولية من؟؟؟ الأهل! أم المدرسة التي يتواجد في الصف الواحد منها اكثر من 40 طالب؟

هل هذه مقدمة للرجوع الى التخلف والظلام الدامس؟

تساؤلات كثيرة حول هذه الظاهرة التي تتزايد عام بعد عام وبشكلٍ كبير.