القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

‏التنسيق الامني من شوراع فلسطين إلى مطار لارنكا القبرصي

طريق الخير لا يؤصد بوجه الأوفياء
التنسيق الامني من شوراع فلسطين إلى مطار لارنكا القبرصي

بقلم: حنين العبد

عندما تختار أن تكون وفياً وأن تكون سبباً في جلب الخير لمستحقيه، ستواجهك عقبات أشرار هذا العالم، ربما من الصعب على أي انسان أن يحمل بحقيبته هموم شعب بأكمله لكي يجول بها بين منطقة وأخرى ليساعدهم ويقدم لهم الإغاثة أينما وجدوا وأينما حلوا دون الإلتفات للمخاطر والصعاب التي ستعترض طريقه.

ولكن من السهل على شخص مثل أمين أبو راشد رئيس حملة الوفاء الأوروبية أن يتولي القيام بهذه المهمة، مهمة لا يستطيع الإلتزام بها إلا من عمل بها بشغف لخدمة قضية تخلى عنها البعيد والقريب، ولم يبقى لها سوى المخلصين وأبناء الوطن الحقيقيين.

أمين أبو راشد هو فلسطيني الجنسية ولد عام 1967 في مخيمات الشتات الفلسطيني، لاجئ عاش حياة اللجوء لينتقل بعدها إلى هولندا مقر إقامته وعمله الحالي وهو رئاسة حملة الوفاء الأوروبية، ومن يعرف أمين أبو راشد الشخصية الاستثنائية بامتياز ويتعامل معه يشعر بالحس الإنساني العالي لديه، فهو من الشخصيات التي لا يمكن أن ترتاح اذا شعرت بأن هناك لاجئ أو مشرد أو فقير بحاجة لمساعدة ولم يسارع لمساعدتهم. واذا أردنا أن نختصره بكلمة ربما " مناضل" هي الأنسب له ولصفاته.

فقد حمل على كاهله هموم الشعب الفلسطيني بكل ما للكلمة من معنى، فقبل إنشاء حملة الوفاء الأوروبية عام 2006، كان السيد أبو راشد بمقدمة الناشطين اللذين ينتصرون لقضيتهم فلسطين في أوروبا ويعّرفون عنها بكل محفل وبكل نشاط.

وبعد تأسيس حملة الوفاء الأوروبية، كبرت المسؤولية ليكبر معها حجم وفاء هذا الشخص، حملة الوفاء ابتدأت بقافلة أميال من الإبتسامات وشاركت بكسر الحصار على قطاع غزة وقدمت ما قدمت من مساعدات هناك، وتنوعت الحملة بتقديماتها على مستوى المساعدات وعلى مستوى نطاق العمل في البلدان.

لقد أخذت الحملة على عاتقها تحقيق هدف آسمى وهو " إعانة ومساعدة المنكوبين واللاجئين والنازحين في كل مكان" ، وفعلاً ليس قولاً تحقق هذا الهدف.

حملة الوفاء هي أول من سيرت قوافل المساعدات الإغاثية للداخل السوري ورغم المخاطر والحرب الدائرة هناك، كان وفد الحملة وعلى رأسهم أمين أبو راشد يعبرون كل المناطق للوصول إلى المحتاجين، فقد أبدعت الحملة عندما سيرت قافلة جوية بارسال طائرة محملة بالمساعدات إلى سورية، واستطاعت الحملة من خلال ما جمعته من مساعدات في أوروبا أن تقدمها للشعب السوري المنكوب وللنازحين الفلسطينين هناك.

كان جل هم أمين أبو راشد كيف سيدخل الطعام والشراب لأهالي مخيم اليرموك المحاصرين حصاراً ظالماً جائرا، همه من جاع وعطش، يسعى دائماً لتفقد أحوالهم وزيارتهم وتأمين الدعم لهم، فهو أول من أدخل المساعدات لمخيم اليرموك رغم المخاطر التي تحيط به ورغم هشاشة أي هدنة كانت تقر، كان وفد حملة الوفاء الأوروبية يعي تماماً مدى الخطورة التي كانت تلف بالحملة ورئيسها، ولكن رغم هذا لم يتواني يوماً ولم يستصعب أي خطر سوى من كان يموت جوعاً داخل المخيم.

كما وكان للحملة في لبنان بصمة وفاءاً لن ينساها مستحقيها، فقد تميزت الحملة بتقديماتها من الناحية الطبية والأدوية المجانية إلى تقديمات الطرود الغذائية والبطانيات والكسوة الشتوية للاطفال وحتى قدمت مستلزمات منزلية لمن يعيشون ببيوت لا يوجد فيها أي مقومات الحياة.

وفي خطوة غير مسبوقة عزمت الحملة أن تكون أول الواصلين لجنوب تركيا حيث يتواجد ما يقارب 500 عائلة فلسطينية ،فقامت بالإطلاع على أوضاعهم المآساوية وتقديم ما يمكن تقديمه من مساعدات.

ولا ننسى أن الحملة هي من اطلقت مؤتمر " غزة ... إعادة الإيواء... وتضميد الجراح" الذي عقد بمدينة روتردام الهولندي وتمخض عنه التكفل بترميم 5000 بيت، وتأمين إيجار 2000 بيت، وكفالة 1500 أسرة، وتأثيث 1500 بيت.

وأخيراً وليس أخراً أتت المبادرة الإنسانية التي كادت الشر للحملة وشخص أمين أبو راشد، مبادرة لاجئ قبرص.

فعندما أطلق 200 لاجئ فلسطيني نزحوا من سورية عبر القوارب البحرية لأوروبا ندائهم للعالم لإنقاذهم من الجوع والإطلاع على وضعهم المآساوي لم يلبى أحداً النداء، فظهرت الحملة كعادتها المبادر الأول لتحمل الصعاب وإيصال صوت المكلومين والجائعين، فقررت أن تكون أول من يغيثهم ويفتتح لهم مطبخ مجاني يساعدهم على سد رمق جوعهم.

ولم يقتصر الأمر على افتتاح هذا المطبخ فقد أراد امين أبو راشد كعادته ملامسة جراح الناس والتخفيف عنهم عن قرب ليس بالمساعدات فقط بل بالوجود الفعلي بينهم في خيمهم الفقيرة، فقرر السفر إليهم لإشعارهم بأن هناك من يلتفت لأمرهم هناك من يسمع صوتهم هناك من سيكون عوناً لهم، هناك من سيكون وفياً لهم ولفلسطينيتهم التي تاجر بها غيرهم.

وكل ما ذكر هو نقطة في بحر تقديمات حملة الوفاء الأوروبية ، فقد غاض وفاء أمين أبو راشد البعض فأردوا أن ينالوا من شخصه عبر تلفيق التقارير التحريضية عنه وعن حملة الوفاء الأوروبية.

فكل إناء بما فيه ينضح، كيف لسلطة أو سفارة تتدعي تحملها هموم الشعب الفلسطيني أن تقضي بسياستها على هذا الشعب، أين كانوا عندما مات 130 شخصاً جوعاً في مخيم اليرموك، ما هي الأمور التي وعدوا بها الشعب الفلسطيني ووفوا بها، ما هي الإنجازات المذكورة لهم ليحاججوا بها حملة الوفاء الأوروبية.

فقد أتى اعتقال أمين أبو راشد ومراسل قناة القدس الفضائية حسن الرفاعي دليلاً واضحاً على التنسيق الأمني بين السلطة واسرائيل، هذا التنسيق الممتد من شوارع فلسطين إلى مطار لارنكا القبرصي، هذا التنسيق الذي ميّز السلطة الفلسطينية دائما بحركات الغدر لكل من يخدم هذا الشعب عبر كونها أداة لخدمة اسرائيل.

فمن هو الستفيد الأول والأخير من اعتقال أبو راشد وتعليق عمل الحملة سوى اسرائيل التي تهدف لقتل كل فلسطيني.وأيضاً لماذا كانت السفارة الفلسطينية هي السبب بهذا الإعتقال!! عدة تساؤلات يجب طرحها على السفارة الفلسطينية في قبرص وتوجيه هذه التساؤلات لرئيس السلطة الفلسطيني محمود عباس عن هذا التصرف الغبي والمقصود لثني جهود الحملة عن أداء دورها الإغاثي.

من هو المسؤول الفلسطيني الذي حمل على كتفيه حقيبة المتضررين من الحروب خاصة في سورية وغزة مثل ما حملها أمين أبو راشد، أغضبتهم الإنسانية العالية بشخص أبو راشد فكادوا له، ولكن رد كيدهم في نحورهم، أردوا من خلال اعتقاله أن يشوهوا صورة الحملة ورئيسها، فكانت النتيجة أن العالم اطلع على انجازات هذه الحملة، فهم يخطئون دائما وبفضل الله في الوقت المناسب ليصنعون بحماقتهم أبطال المرحلة.

أزعجهم فضح حملة الوفاء الأوروبية لتقصيرهم اتجاه شعبهم واتجاه الكارثة الإنسانية الكبرى في اليرموك ،فأرادوا أن يكتموا صوت الضمير الذي سيؤنبهم كل يوم وكل دقيقة تمر على شهيد باليرموك مات جوعاً، أو شهيداً قضى بالبحرغرقا، أو شهيداً مات برداً.

يخططون دائماً لتبييض وجوههم، فيزيد انعكاس الوفاء سواد وجوههم وقلوبهم.

ستبقى حملة الوفاء الأوروبية مصدر الخير لكل منكوب فلسطيني أينما كان، وسيبقى أمين أبو راشد سالكاً لطريق الخير دون أبواب مؤصدة.