القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

الثورات تحيي أمل اللاجئين بالعودة

الثورات تحيي أمل اللاجئين بالعودة

الجمعة، 13 أيار، 2011
محمد النجار- عمان

"مبارك راح، وحماس وفتح تصالحوا إن شاء الله يكون ذلك مفتاح عودة اللاجئين لفلسطين"، بهذه الكلمات علق الحاج عبد الله الكرمي على تجدد أمله بالعودة لفلسطين في الذكرى الـ 63 للنكبة والتي تحل في 15 مايو / أيار من كل عام.

واعتبر الكرمي في حديث للجزيرة نت بمخيم المحطة -أقدم المخيمات الفلسطينية بالعاصمة عمان- أن ذكرى النكبة هذا العام "مختلفة" لكونها جاءت في ظروف سياسية بدت له في صالح الشعب الفلسطيني الذي قال إنه لن يتخلى عن العودة مهما طال الزمن.

وفي مكان آخر من المخيم تحدثت رفقة عمر عن أملها في أن يتحرر الشعب الفلسطيني "كما تحررت الشعوب في مصر وتونس".

وتابعت للجزيرة نت "أنا متفائلة هذه السنة، خاصة بعد أن تصالحت قيادات الشعب الفلسطيني وسقطت أنظمة كانت تحاصر شعبنا في غزة".

وتعتبر مخيمات اللاجئين الـ13 بالأردن شاهدا على نكبة الشعب الفلسطيني، وتستضيف المملكة أكثر من مليوني لاجئ من أصل 4.7 ملايين لاجئ مسجلين لدى وكالة الأمم المتحدة للاجئين (أونروا).

وتشهد منطقة الكرامة على الحدود بين الأردن وفلسطين المحتلة يوم الجمعة تجمعا لعشرات الآلاف من اللاجئين والمواطنين الأردنيين في "مسيرة العودة" لإحياء ذكرى نكبة الشعب الفلسطيني، كما سيشهد السبت والأحد فعاليات.

تيامن بالمكان

ويشارك في التحضير للتجمع 150 جهة حزبية ونقابية وممثلون للاجئين للتجمع بالمنطقة التي شهدت أول انتصار عربي على إسرائيل بمعركة الكرامة في مارس/ آذار 1968، عندما تمكن الجيش الأردني وقوات الفدائيين الفلسطينيين من الانتصار على الجيش الإسرائيلي.

وقال رئيس اللجنة التحضيرية للمسيرة القيادي بحزب جبهة العمل الإسلامي إن التجمع بالقرب من الحدود مع فلسطين هدفه التأكيد على حق العودة، وعلى أن اللاجئين لن يتخلوا عن هذا الحق ولن يسمحوا لأي كان بالتفريط فيه.

ونفى مراد العضايلة للجزيرة نت نية المسيرة الاقتراب من الحدود و"تحويل المسيرة إلى أزمة أردنية داخلية من خلال الاشتباك مع قوات الأمن والجيش".

واعتبر أن إحياء ذكرى النكبة هذا العام له وقع خاص لكونها تأتي في ربيع الثورات العربية "التي جعلت اللاجئين أكثر تفاؤلا بالعودة لفلسطين بدعم الجماهير العربية الثائرة لاستعادة سيادتها وحريتها".

ولفت العضايلة إلى "التغير في الموقف الرسمي المصري بعد سقوط نظام مبارك" وقال إن هذا التغير إضافة لما "سمعناه" من رئيس الوزراء الأردني معروف البخيت عن رفض الأردن لأي حل للقضية الفلسطينية دون عودة اللاجئين "يؤكد النتائج الإيجابية للثورات العربية على القضية الفلسطينية".

غير أن القيادي بجبهة العمل يرى أن المواقف الأردنية الأخيرة "لا تنسجم مع الرهان الرسمي على طاولة المفاوضات التي فرطت بحقوق الشعب الفلسطيني".

ودعا الحكومة للعودة "إلى مسار الثوابت ودعم المقاومة لأنها الوحيدة القادرة على تحقيق مصالح الشعب الفلسطيني ومنع خطر الوطن البديل عن الأردن".

حق المواطنة والعودة

على الجانب الرسمي، أكد وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة طاهر العدوان أن قلق الأردن على حقوق مواطنيه من اللاجئين "طبيعي حتى تتحقق حقوقهم بالعودة والتعويض".

وقال للجزيرة نت "إن اللاجئين في الأردن لهم حق المواطنة الأردنية ولهم حق العودة إلى فلسطين، والأردن يؤكد دائما على رفضه لأي حل للقضية لا يتضمن حق عودة اللاجئين".

وعن تحذير رئيس الوزراء الأخير من التنازل عن حقوق اللاجئين والقدس في أي حل للقضية الفلسطينية، اعتبر العدوان أن هذا الحديث يؤكد أن هذه القضايا من ثوابت الأمن القومي للأردن، وأن علاقة الأردن مع الأطراف الفلسطينية ليست عاطفية وإنما تقوم على المصالح العليا للأردن.

وتابع "هذا لا يعني أن هناك تصادما مع السلطة الفلسطينية أو إثارة أي أزمة معها، بل يمثل دعما لموقفها من ثوابت القضية الفلسطينية، ونحن نعتقد أن جميع الأطراف الفلسطينية بما فيها السلطة وحركة حماس متمسكة بهذه الثوابت".

ويرى العدوان أن العقبة الأساسية أمام تقدم عملية السلام وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته واستعادة حقوقه وعلى رأسها حق اللاجئين بالعودة، هي وجود "حكومة يمينية متطرفة" في تل أبيب.

وأعرب عن تمنياته بنجاح المصالحة الفلسطينية لإعادة الثبات للموقف الفلسطيني الذي قال إنه يحتاج باستمرار لموقف عربي داعم.

المصدر: الجزيرة