الجمعة شد الرحال نحو القدس
بقلم: مصطفى الصواف
أيام تفصلنا عن مسيرة القدس العالمية في ذكرى يوم الأرض الثلاثين من آذار، هذه المسيرة التي تنادى إليها كل الغيورين في العالمين العربي والإسلامي والغيورين في بقاء الأرض اجمع، والأحرار من العالم ممن يؤمنون بحقنا في فلسطين وحقنا في القدس وحقنا في الدولة وحقنا في الأمن، الرافضين للظلم الداعين للحرية والعدالة، الرافضين للاحتلال البغيض وعنصرية بني صهيون.
هذه المسيرة العالمية ستشكل الخطوة الأولى في الألف ميل للوصول إلى القدس، هذه المسيرة التي سينطلق المشاركون فيها من كل حدب وصوب، من هنا من فلسطين كل فلسطين، ومن هناك من مصر الكنانة مصر العروبة والحضارة والتاريخ، ومن هناك من الأردن ارض الشهامة والإيباء، ومن لبنان بلد الأرز، وجبهة التصدي للعدو الصهيوني، ويشارك أيضا العرب سواء عبر إرسال الوفود من بلدانهم إلى بلدان الجوار مع فلسطين أو من خلال الفعاليات والنشاطات الداعمة للمسيرة والتي تحيي القدس في القلوب والنفوس وتعيد البوصلة نحو القدس بعد أن حرفت لأسباب سياسية وتخاذل وغفلة من كثير من الدول وإغفال متعمد من المجتمع الدولي.
لن يقتصر الأمر على فلسطين ومحيطها والدول الإسلامية؛ ولكن سيكون هناك حراك فاعل حيث وجد المسلمون في العالم والأحرار أيضا وخاصة أوروبا التي غيبت عن الحق والرشد وغاب عنها العقل بفعل التعصب والعنصرية والماكنة الإعلامية الصهيونية فانحازت أوروبا إلى الشر الصهيوني والى الاغتصاب لفلسطين وشجعته وأقرته ودعمته حتى انتفش الباطل وبات يهدد الأمن والسلم العالميين، أليست هذه أوروبا التي قال غالبية أهلها في استطلاع للرأي أجري قبل عدة سنوات أن هذا الكيان الغاصب يمثل التهديد الأول والأخطر للأمن والسلم العالميين.
ستسير المسيرات في شوارع أوروبا وتنظم الفعاليات والمؤتمرات والأنشطة المختلفة من أجل دعم الحق وسيصل إلى فلسطين من يستطيع الوصول للانضمام الى هذه المسيرات سواء التي ستشهدها فلسطين المحتلة من عام 48 أو تلك المسيرات التي ستنطلق صوب الحدود مع فلسطين أو في داخل فلسطين الضفة الغربية وقطاع غزة، وسيكون هذا اليوم مشهودا ويحمل من الرسائل ما يؤكد على المغتصب، وما يؤكد بأن القدس هي للشعب الفلسطيني، وما يؤكد بطلان التهويد والفعل الصهيوني، وما يؤكد أن الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية ما نسيت يوما أن القدس آية من كتاب الله وان القدس ارض إسلامية عربية فلسطينية واجب على كل مسلم العمل على تحريرها وتخليصها من المغتصبين الصهاينة.
أما نحن هنا في فلسطين واجب علينا أن لا ندع هذا اليوم التاريخي والمشهود يمر مرور الكرام وأن نشارك جميعا في المسيرة وأن لا نقبل أن يقتصر الأمر على مشاركة رمزية، علينا أن نخرج شيبا وشبابا نساء وأطفال ما أمكن ذلك إلى حيث الملتقى كل في منطقته، وعلينا أن نستغل الساعات القادمة في الدعوة إلى أوسع مشاركة فهذا واجب ديني ووطني وأخلاقي علينا أن لا نتركه يمر دون أن يكون لنا فيه أثر بالدعوة للمشاركة والتشجيع عليها وأن نبدأ بدوائرنا الضيقة وننطلق إلى الدائرة الأوسع حتى تصل رسالتنا إلى الكل الفلسطيني وحتى تكون المشاركة أوسع والرسالة إلى العدو الصهيوني أبلغ تقول في جلها إننا عائدون فأن لم يكن اليوم فغدا أو بعد غد، وأنت أيها العدو عليك أن ترحل وتعود من حيث أتيت أو سنرحلك بأيدينا فلا مقام لكم بيننا فهذه أرضنا فيها تاريخنا وتراثنا وعقيدتنا فلن ننساها ولن نتركها، فقد انتهى زمن التيه وزمن التخاذل واليوم هو بداية التحرير والعودة.
فلا نامت أعين الجبناء..
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام