القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

الحرب الخفية في حجارة السجيل

الحرب الخفية في حجارة السجيل

المجد- خاص

شهدت الحرب الأخيرة على قطاع غزة حربا أخرى قد لا ترى بالعين أو تسمع بالأذن، فبعيداً عن أصوات القصف والدمار الذي خلفه العدو الصهيوني على غزة، كانت هناك حربا أخرى أبطالها رجال الأمن في صد هجمات الشاباك وجهاز آمان الصهيونيين.

فلا تخلو معركة للعدو الصهيوني إلا وتسبقها معاركة ضارية من قبل أجهزة مخابراته من أجل الحصول على معلومات تعينه على تكوين بنك أهداف للوصول إليها.

والمتابع للأهداف التي استهدافها العدو في حربه ليجد مدى ندرة المعلومات التي يمتلكها في بنكه الفارغ عدا عن الأطفال والنساء والحجر والشجر.

هذا الشح في المعلومات وبنك الأهداف الفارغ لم يأت من فراغ، بل أن هناك وسائل اتبعتها المقاومة والأجهزة الامنية وساندهم فيها الشعب الفلسطيني، كان من شأنها هذا الفراغ والشح في المعلومات.

فالحملة التي أطلقتها الأجهزة الأمنية في غزة والتي دعت من خلالها من ارتبط بالعدو إلى التوبة وتسليم نفسه، والتي أدت بدورها إلى تقليص عدد العملاء بصورة كبيرة وبالتالي ضرب المصدر الأول في جمع المعلومات.

عوضاً عن ذلك الحملات التوعية التي قامت بها، فكان لها الدورة في نشر الثقافة الأمنية ومواجهة الحرب النفسية. واتبعها ذلك اهتمام الشارع في معرفة المعلومات التي يطلبها الشاباك لتكوين بنك أهدافه والتي كان منها:

1- أماكن إطلاق الصواريخ، وتخزين السلاح.

2- اماكن الأنفاق ومن يشرف عليها وخريطة عملها.

3- أرقام هواتف المقاومين وأنواع سياراتهم وطرق تحركها.

4- حالة الشارع اتجاه حادثه ما.

عوضاً عن معرفة الشارع بأساليب الشاباك في جميع المعلومات مثل:

1- الاتصالات الهاتفية المباشرة لأشخاص.

2- التجسس والتنصت على المكالمات أو جهاز الحاسوب.

3- الشبكات الاجتماعية مثل الفيسبوك وتويتر والمنتديات.

4- التجمعات الشبابية مثل الأندية والجامعات والمدارس.

كل هذه الحملات التوعية ساندت ووعت الشعب لما يدور في رحى الشاباك ففوت الفرصة عليه وعلى أعوانه في تنمية بنك أهدافه.

المقاومة كان لها كلمة الردع، ففي الحرب قامت بالقصاص من أكثر من ستة من عملاء للشاباك الذين رفضوا العودة إلى أحضان شعبهم، فقامت بالقصاص منهم على أعين الناس ليكونوا عبرة لمن بعدهم.

هذا القصاص خلف عملية ردع قوية لازلت صداها تترد في الشارع إلى الآن، ودفعت الكثير من العملاء الباقين إلى تسليم أنفسهم، لتغلق أكبر أبواب بنك الأهداف الصهيوني.

المقاومة ومن خلال الإجراءات الأمنية التي اتبعتها اخفت الكثير من المعلومات عن أجهزة المخابرات الصهيونية، فأمن الاتصال وأمن المأوى وأمن الفرد وأمن المقاوم وأمن التنقل، كلها ساعدت في النصر.

كل هذا ادى إلى صفعة قوية تلقتها الأجهزة الأمنية الصهيونية، ليصفى في النهاية ببنك أهدافا فارغ سوى من قصف للمنازل واستهداف للأطفال والنساء والأراضي والطرقات.