القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الجمعة 29 تشرين الثاني 2024

الدولة تجسيد للحق الفلسطيني

الدولة تجسيد للحق الفلسطيني

بقلم: حمادة فراعنة

نجح الإسرائيليون في تسويق معيار سياسي تبنته الولايات المتحدة يقوم على أن « دولة فلسطين هي هدف يتم تحقيقه نتيجة المفاوضات « وليس إقرارا حتميا أو إنعكاسا لحق من حقوق الشعب العربي الفلسطيني الثلاثة التي يُحاول البعض تقليصها على حق إقامة دولته المستقلة في الضفة والقدس والقطاع، وهو حق واحد فقط، ولا يشمل باقي حقوق الشعب الفلسطيني وهي : 1- حق المساواة للفلسطينيين في مناطق الإحتلال الأولى عام 1948، أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل الفلسطيني المختلطة، و 2- حق العودة للاجئين إلى المدن والقرى التي طردوا منها عام 1948، أي إلى اللد ويافا وحيفا والرملة وبئر السبع وصفد وطبريا، وإستعادة ممتلكاتهم فيها وعليها، والتعويض لهم على معاناتهم وتشردهم طوال عشرات السنين الماضية.

حق إقامة دولة، والعودة، والمساواة، غير قابلة للمساومة أو التنازل أو الأستبدال، مهما تغيرت الظروف والأحوال، فالدولة هي حصيلة تمسك الشعب العربي الفلسطيني بحقوقه وليس حصيلة المفاوضات ونتائجها، مثلما لن تكون حصيلة موازين القوى البائنة لصالح عنجهية التفوق الإسرائيلي.

المفاوضات تستهدف وضع الشروط الملائمة لإستعادة حقوق الشعب الفلسطيني وليس التفاوض حول مضمونها أو مدى شرعيتها، لأن الوقوع في هذا الشرك التفاوضي يفقد المفاوض الفلسطيني شرعية تمثيله للشعب الفلسطيني وشرعية مهنيته لإستعادة حقوقه الكاملة غير منقوصة، وإن كان ذلك بشكل تدريجي متعدد المراحل كما أقر المجلس الوطني الفلسطيني بالعنوان السائد « الحل المرحلي «، على أن لا تقف مرحلة عقبة أو عائقاً نحو إستكمال باقي المراحل، وإستعادة كامل الحقوق، فطالما هناك إحتلال، وطالما هناك لاجئ مطرود، وطالما هناك تمييز ضد الفلسطينيين، وعنصرية تقع على واحد منهم، طالما هناك نضال، وعدم إستقرار في فلسطين وما يحيط بها من تداعيات وإحتلالات.

الإسرائيليون، إلا لدى القلة عندهم، لا يفهمون تبدلات الحياة وتطور الأحداث وتقلبات الزمن، فقد كان العرب يحكمون الكرة الأرضية، وهم الأن مستعمرون بأشكال مختلفة، وكانت بريطانيا الدولة الأعظم، والأتحاد السوفيتي قوة عظمى، وشعوب سادت ثم إنتهت لأنها طغت، كما تفعل إسرائيل اليوم، نموذج للإستعمار والسرقة والأضطهاد والعنصرية، ترتكب كل الموبقات ضد الإنسانية وحقوق الأنسان في كامل أرض فلسطين، وهي فوق القانون بسبب إمتلاكها لعوامل القوة الثلاثة : 1- تفوقها النوعي، 2- نفوذ اليهود العالمي، 3- قوة الولايات المتحدة المساندة لها، ويساعدها على ذلك تمزق الشعب الفلسطيني وعدم تمكنه من إستنباط أدوات خلاقة لإستعادة وحدته الوطنية، وعدم قدرته على إختراق المجتمع الإسرائيلي، وكسب إنحيازات إسرائيلية، لعدالة حقوقه وتطلعاته المشروعة، ولكن التفوق الإسرائيلي لن يبقى، وموازين القوى غير ثابتة، فالحياة تتطور، والتغيير سيتواصل بهزيمة الظلم والإستعمار ولصالح الحق والعدالة مهما تأخر الزمن.

المصدر: الرأي