الديبلوماسية لا تستهوي الشارع
الفلسطيني: التلاحم مع الشعب أولى من مجلس الأمن
أمجد سمحان
تحاول المدن الفلسطينية في الضفة الغربية التضامن مع
قطاع غزة الذي يتعرض للقصف العنيف، عبر احتجاجات ليلية، أو مواجهات مع قوات
الاحتلال عند نقاط التماس، أو من خلال تحركات ديبلوماسية وسياسية لا يبدو أنها
ستنجد القطاع في وقت قريب.
وشهدت المدن الفلسطينية خلال الأيام الماضية مواجهات
متفرقة ومحدودة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي لم تسجل فيها أي إصابات، فيما خرجت
تظاهرات ليلية منددة بالعدوان على القطاع وطالبت بانتفاضة فلسطينية ثالثة، بينما
منعت قوات الأمن الفلسطينية عدة تظاهرات حاولت الوصول إلى الحواجز الإسرائيلية.
ديبلوماسياً، ظهر أن آخر الخطوات التي تأكد قيام
الفلسطينيين بها هو ما أعلنه رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله عن رسالة من
الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الرئيس السويسري، تطالبه بتفعيل انضمام فلسطين
لاتفاقيات جنيف الأربع التي تتيح للفلسطينيين ملاحقة المستوطنين والجيش الإسرائيلي
على ما يرتكبونه من جرائم بحقهم.
وتأتي الخطوة الفلسطينية بالتزامن مع اجتماع مجلس
الأمن الدولي لطلب التصويت على قرار لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتوفير
الحماية الدولية للفلسطينيين.
وقال الحمد الله: "سنطلب من اجتماع مجلس الأمن
الدولي وقف الإبادة الجماعية التي تقوم بها "إسرائيل” ضد الشعب الفلسطيني والتدخل
فوراً من أجل وقف العمليات الإسرائيلية على قطاع غزة".
وتأتي التحركات الفلسطينية هذه ضمن خطوات ستتخذها
القيادة الفلسطينية في الأيام المقبلة من أجل آليات وقف الحرب الدائرة على غزة،
والتي قد تتطور إلى طلب الانضمام رسمياً لاتفاقيات روما المؤهلة للانضمام لمحكمة
الجنايات الدولية والتي من خلالها يمكن مقاضاة "إسرائيل” وقادتها على جرائمهم ضد
غزة.
برأي الشارع الفلسطيني، أو على الاقل من استطلعتهم
"السفير" عشوائياً، فإن هذه الخطوات غير مرضية وغير مقنعة.
الشاب حاتم فايز (25 عاماً)، يقول إن ما تقوم به
القيادة "غير كاف أبداً، نحن لا نريد قرارات وشعارات نحن نريد خطوات على أرض
الواقع، خطوات ثورية من أجل حماية النساء والأطفال والشيوخ الذين يقتلون في
غزة".
ويرى فايز أن "لا مجلس الأمن ولا محكمة
الجنايات ستقدم لنا شيئاً، لا حل لنا سوى انتفاضة شعبية لانتزاع مطالبنا
بالقوة".
من جهته، قال سعد عاروي، وهو مخرج ومنتج فلسطيني،
لـ"السفير" إن القيادة الفلسطينية تأخرت في الرد على اعتداءات الحكومة
الإسرائيلية ومستوطنيها.
وأضاف عاروي: "برأيي على القيادة الفلسطينية التسريع
بالتوجه لكل المؤسسات والمنابر الدولية وإفساح المجال للقاعدة الشعبية الفلسطينية
بالتعبير عن رأيها وتظاهرها السلمي وعدم قمعها".
من جانبه، قال الشاب خلدون البرغوثي، وهو كاتب
وصحافي فلسطيني، إن "القيادة الفلسطينية كالعادة لجأت إلى مجلس الأمن،
وإسرائيل ستجد فيتو أميركياً يمنع أي قرار يدينها".
وأكد أن "أكثر ما يقلق "إسرائيل” هي المحكمة
الجنائية الدولية، والقيادة تأخرت في الانضمام إليها، قادة "إسرائيل” لوحقوا في
بعض الدول بعد رفع قضايا ضدهم وبعضهم هرب منها تجنباً لاعتقاله، فماذا سيكون
موقفهم إذا كانت ملاحقتهم على مستوى دولي؟".
أما الناشط السياسي الدكتور طريف عاشور، فاعتبر أن "إسرائيل”
وطوال تاريخها لا تأبه إلا للقوة، فهي تعيش وكأنها دولة فوق القانون، لأجل ذلك
"لا نعوِّل لا على مجلس الأمن ولا الجامعة العربية ولا المؤتمر الإسلامي. كان
الأولى للقيادة والحكومة التوجه فوراً عبر معبر رفح والتلاحم مع الشعب الفلسطيني
في غزة، واذا لم يكن التلاحم الآن فمتى؟".
وأشار عاشور
إلى أن "مثل هذه الأزمات لا تقاد بالبعد الديبلوماسي فقط، يجب على القيادة
النزول إلى الشارع والاستماع إلى ما يطلبه المواطن البسيط، الذي يريد تضامناً
فعلياً حقيقياً يخفف عن أهلنا، سواء في الضفة أو غزة والقدس، لا الاكتفاء
بالبيانات الصحافية".
المصدر: السفير