القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

الشباب الفلسطيني في لبنان.. آلام ضيعت آمال

الشباب الفلسطيني في لبنان.. آلام ضيعت آمال

صالح الشناط- صيدا

بداية..

حين نتحدث عن الشباب فنحن نتحدث عن عصب الأمّة وعمودها، ونخصّ في حديثنا هنا فئة معينة منهم كتب عليهم الأسى والمعاناة وهم أجنّة في بطون أمّهاتهم، إنّهم الشباب الفلسطيني في لبنان، أبناء تلك الأرض الحبيبة فلسطين.. هؤلاء الذين حُقّ لهم أن يشاركوا أقرانهم في كل الأحلام.. وإن كانت نسبة تحقيقها ضئيلة إن لم تكن مستحيلة. خرجوا إلى الدنيا فوجدوا أنفسهم في أرض غير أرضهم، يخالطون بعض الناس التي لا ترغب في وجودهم، فهم ضيوف "ثقيلون" عند البعض، فضيعت الآلام الآمال، وقتل الحرمان الطموح، وبددت الحاجة الأهداف..

وعلى الرغم من ذلك نجد في الشباب الفلسطيني في لبنان رجالاً بما تحمل الكلمة من معنى، صبروا على الأذى ومعاناة اللجوء، تعلموا وعملوا، أسسوا وأنتجوا، وفاقوا أقرانهم ممن يعيش في وطنه، وكل مؤهلات النجاح ميسرة بين يديه، ولسان حالهم يقول:

وما نيل المطالب بالتمنّي .. ولكن تؤخذ الدنيا غلاباً

قبل أن تغرق في الأحلام

يحق لك أيّها الشّاب الفلسطيني أن تحلم في لبنان، إلا أنه عليك قبل ذلك أن تعلم، وفقاً لمذكرة أعدتها حركة حماس، أنك ممنوع من:

- العمل في 72 مهنة

- البناء في المخيمات

- التملّك

- التوريث

- العمل في القطاع العام (الحكومي)

- التعلّم في تخصّصات تعليمية معيّنة، أو الانضمام إلى بعض كليات الجامعة اللبنانية

- تأسيس الشركات على أنواعها

- تأسيس الجمعيات والهيئات الثقافية والاجتماعية والإنسانية

- تأسيس المراكز الطلابية والشبابية والنسائية ومراكز رعاية الأيتام أو تقديم الخدمات للفقراء

- الانتساب إلى النقابات

- الاستفادة من الضمان الصحي والاجتماعي

شكرا لك.. لأنّ قلبك مازال يملؤه اليقين والأمل بالله رغم ما قرأت. كيف لا وأنت ابن الشعب الذي منه المجاهد والأسير والطريد والجريح والشهيد. أعلم أن أسرتك فقيرة، وأنّ فيها الطّفل والمسنّ والمريض، وتعمل في "قطف الليمون" أو "الورش" أو غير ذلك مما سُمح لك العمل به، فاليد العليا خير من اليد السفلى كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبعد هذا ننتظر منك نجاحاً وإبداعاً!

ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له ... إيّاك إيّاك أن تبتلّ بالماء

معاناة في أرقام

بينت دراسة أعدتها "الأونروا" بالاشتراك مع "الجامعة الأميركية في بيروت" وأجريت على 2600 عائلة فلسطينية في لبنان بين نهاية تموز وأوائل آب 2010 أنّ:

- 50 % من الشباب بين 16 و18 سنة هم خارج المدرسة

- 13 % من اللاجئين ما فوق 18 سنة حصلوا على شهادة البكالوريا أو شهادة أعلى

- لا يرتاد كافة أطفال العائلة الواحدة المدرسة في نسبة 19 % من العائلات، في حين لم تكمل نسبة 46 % من راشديها دروسهم الابتدائية.

- ثلثي الفلسطينيين الذين تجاوزوا سن الخامسة عشرة لم يحصلوا على الشهادة المتوسطة (البريفيه).

- نسبة العاطلين عن العمل 56 %.

- 50 % يعانون من مشكلة في السكن، و40 % من المساكن تعاني من مشاكل نش المياه

- 72 % من العائلات تعاني من إصابة أحد أفرادها بمرض مزمن أو أكثر

- 41% لديهم نوع من الكآبة المزمنة

واقع أليم

إنّ واقع فئة من الشباب الفلسطيني في لبنان هو واقع أليم حقيقة في جوانب الحياة عامّة، التعليمية والصحية والاجتماعية.. الخ، وإن استطلعت آراء الشباب في المخيمات والتجمعات الفلسطينية وجدت نسبة كبيرة منهم حلمها بالسفر إلى خارج هذا البلد فالداخل مفقود والخارج مولود.

أذكر مرّة أنّي وقفت مع بعض الشباب على قارعة الطريق، فسألت أحدهم: يافلان متى ستتزوج؟ فابتسم ساخراً وأجاب: كيف أتزوج! أين البيت، أين العمل، أين المهنة؟.. وماهي إلا فترة قصيرة حتى دخل هذا الشاب السّجن بتهمة تعاطي المخدرات، فمن المسؤول؟

لا تظننّ أخي القارئ أنّ هذه الحالة الضحية نادرة الوجود، ولا نريد أن نختبئ خلف أصبعنا كما يقال. ففئة ليست بالقليلة من الشباب تضيع من بين أيدينا دون أن نحرك ساكناً، فوسائل الإفساد أصبحت في كل طرق الشاب، في بيته، وحيّه، ومدرسته، وعمله. ومن سكن المخيمات وخالط أهلها أدرك خطورة الأمر. فتيار الفساد أوسع انتشاراً وأكثر رواجاً من تيار الإصلاح الذي يسير ببطء ولعلّه يقتصر على خطبة جمعة، ومدرس يسعى لنشر فضيلة، وداعية يجول غريباً، وأم وأب يرددان القيم الإسلامية والاجتماعية أمام أبنائهم دوماً، وبعض وسائل الإعلام..

معاناة الشباب الفلسطيني في لبنان لا تحتاج لكثرة تشخيص، ولأننا نؤمن بالتغيير وضرورته، وللنهوض بشبابنا الفلسطيني لابد من :

- إعطاء الشباب الفلسطيني حقوقه المدنية والاجتماعية، والمساهمة في صناعته وتأهيله

- بناء المؤسسات الخاصة بالتنمية البشرية، وتيسير الزواج، والمؤسسات التعليمية والمهنية..

- تعاون الفصائل والمؤسسات في المخيمات لمكافحة الفساد ومساعدة الشباب

- أن تعمل "الأونروا" على الإصلاح التربوي وصناعة الانسان ومحاربة الفساد، وعلى رأس ذلك انتقاء المدرسين الأمناء دعاة التغيير أصحاب الرسالة، وإعطاء مادة التربية الإسلامية حقها..