الشباب الفلسطيني
.. وسباق الزمن!
بقلم: حازم الزميلي
ليس غريباً كل ما يحدث
.. ما أجمل تلك الكلمات التي لا تنته حاملة الثناء والشكر والعبارات المنمقة المسجوعة
عرفاناً وامتناناً لعظيم ما صنعوا فهم الماضي والحاضر والمستقبل وكل ما ملكت يد الوطن
إنهم الشباب ، ولكن مالو نظرنا إلى الحقيقة المريرة لوجدنا أن الحكاية أصلها يعود إلى
الجذر المتشبث بالقاع لتحمل الأعواد الهشة رؤوساً فارغة تشد أزرها بالسيقان المفرغة
سوى قليل من ماء يغيث العطشان ولا يشبع ، فلا هو موت ولا هو حياة أنه أسلوب ترسيم القواطع
و تهميش الأولويات وقتل كل مبارز سيكون يوماً في ميدانه يذيب الكهل ليس صداماً ورفضاً
بل إحلالا وضخاً لدماء في قلب أعياه الألم والأنين ليصرخ في صمت قاتلا ما تبقى من شرايين
تنبض بالحياة .
التسليم بضرورة التفكير
والتخطيط و التنفيذ وعلى عجل لتنمية وحماية الشباب خارج إطار التقليد واحترام حقوقهم
وتلبية حاجاتهم دون انتظار، فعقارب الساعة إن ثارت ستلفظ كل من يوقف دورانها فلا أمل
إلا بتغيير رأس الهرم واقتناص الفرصة لإحداث التغيير العام على كافة المفاصل والأركان
التي من شأنها أن تؤسس لمرحلة جديدة قوامها ممشوق بعنفوان الشباب و حكمة قيادة ترسم
لهم مسارات التطوير والبناء التي قلما الحديث عن تفاصيلها فكانت المأساة التي تذيب
الروح في فنجان قهوة صغير يشرب على مهل .
الفهم الدقيق للحقوق
التي لا توهب إنما تنتزع انتزاعاً والعمل الدؤوب المصحوب بوعي متطلبات العمل المرحلي
والاستراتيجي دون تقسيمات فاضت بتقاسيم الزمان والمكان وحدود الفكر،قواعد تبنى عليها
حلول لا تجزيء المهمة المعقدة التي منها سيكون الانطلاق إلى بوابة العمل الفعلي من
أجل إصلاح العمود الفقري للمجتمع " الشباب " الذين تاهوا قسراً في دهاليز
أقل ما يقال عنها أنها الخراب و الدمار حيث اللاعودة في مجالات السياسية والثقافة والاقتصاد
والاجتماع فتشتت الحال إلى قطع مظلمة كسواد الليل الحالك بانتظار الفرج ولا فرج ليست
بسوداوية النظر أو شطحات كبيرة في أوهام قائمة مستقلة إنما خطورة المآلات ووعورة الدرب
الذي يسلكه شباب الوطن دون حسيب أو رقيب فما أكثر الحالات التي ماتت قهراً وهي تبحث
عن الحياة وسط اللجوء والتهجير والاعتقال والنكبات فوسط الأحلام المنكسرة والمستقبل
المجهول ينتظر الشباب على أمل ..
من يخطط ومن ينفذ بل
من يقيم وكيف يمكن تعزيز الانتماء إلى القضية بعيداً عن التيه على النواصي و الطرقات
؟! ، من سيصنع القرار ومن سيحدد مصير المستقبل مع استمرار تهميش بناته واقتصار الأمر
على الكهلة ؟! و كأنهم بي يقولون سنأخذ زماننا و زمان غيرنا .! ماذا عن الشباب وكيف
أحوالهم وما هي طموحاتهم وما التحديات التي تعصف بواقعهم ؟ وإلى أين تتجه الأشرعة ؟
أسئلة لا تحتاج إجابة فالاجابة واضحة لاءات بعضها فوق بعض تقتل و لا تحيي فما أجمل
عيشة الغاب ممن يهمش واقعهم و يستثنيم و كأن الأمر مأكل و مشرب وقليل من حرية عبر مواقع
التواصل الاجتماعي لا تسمن ولا تغني من جوع في عالم السياسة ليكون القرار الشبابي المؤمول
مع صراع البقاء بعد سنوات طويلة من العذاب والتهميش هو الصمت ..!
ما الحل إذن بالنظر
إلى ممارسات الاحتلال الإسرائيلي والمتطلبات المعقدة للعادات والتقاليد المهمشة للشباب
في اتخاذهم القرار مع غياب الديمقراطية وانتشار البطالة والفقر مع استمرار الضعف الحكومي
الواضح في استيعاب الشباب ضمن مخططات واضحة للارتقاء بهم للتغطية ربما على ندرة التشريعات
التي تكفل تفعيل دور الشباب في المجتمع إعمالا للديمقراطية و بالنظر إلى الانقسام السياسي
وغياب الاستراتجيات للنهوض بالشباب التي كانت و لاتزال بيئة خصبة لخلق تحديات جديدة
أمام الشباب الذي فقد القدرة والتمكين وغابت عنه آليات النقد والتحليل والمعرفة كان
لابد من الوقوف بنظرة ناقدة فاحصة لبناء الحلول وتنفيذها على عجل .؟ أمام ذلك كله يتساءل
الشباب وعبارة " مالنا حيلة غير الله " معقودة على لسانهم ، هل من جابه محتل
لسنوات طويلة و قارعه على المفارق و المنعطفات كافة مكتوب عليه أن يرضخ للتحديات الداخلية
دون أن يتنفس ؟ وإن تنفس كتب عليه عيش الذباب فالموت قهرأ لا ذلا و لا شي باليد وهل
يعيش أقراننا من أبناء قيادتنا قدرنا أم أن الأمر على خلاف ذلك وهنا مكمن الجرح الغائر
.