القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

الشعب الفلسطيني عنوان للقهر وأدواته

الشعب الفلسطيني عنوان للقهر وأدواته

صالح أبو ناصر- طرابلس

لا تكاد تنتهي محنة إلا ويخلفها محنة أقوى وأشد، كيفما وليت وجهك ورأيت فلسطينياً سترى القهر يلاحقه، وفي بعض الأحيان يتحمل شعبنا وزر دول تجعل منا سبباً لمشاكلها الداخلية، وربما اعتدنا على ذلك فلم تعد أمراً غريب. عناوين كثيرة تخفي في ثنايا حروفها معاناة شعبنا.

الخوف من المستقبل

تراكم المأساة جعلت من الإنسان الفلسطيني يترقب السلبيات من المستقبل ولا يضع في حساباته الإيجابيات التي تحملها الأيام له، كل ما يدور في باله هو تأمين لقمة العيش لأفراد عائلته، وعندما يريد أن يدخر شيئاً من ماله يدخره ليستعمله إن أصابه هو أو أي من أفراد عائلته بمرض أو مكروه. أو ربما ليستعمله إن وقعت حرب كي لا يمد يده لغيره. قد يكون الخوف من المستقبل عند الفلسطيني هو من إفرازات سياسات واستراتيجيات، يروق للبعض أن يسميها بسياسة التجويع. تم العمل عليها ليصبح الفلسطيني يخشى من ما هو قادم.

سياسة الرعب

أصبح الرعب عند الكثير من الناس هوية لقلوبهم، حتى المطالب المحقة صار هناك ضعف في رفعها والتحدث عنها بارتجال وقوة، فصار ساسة القوم يضعون في حساباتهم ومصالحهم والتي إن خالفتها مطالب أبناء شعبهم يقتلونها قتلاً ويدفنونها تحت الأرض، لأن التحدث بها يزعزع ما لهم من مصالح فئوية وشخصية إلى حد بعيد، فكم من فلسطيني هدر حقه وخاصة إن لم يكن من أبناء عائلة يصفها البعض" يدها طايلة".

هذا ما أرادوه !

أرادوا أن يتحول هم الفلسطيني من صاحب قضية يقدم لها كل ما يملك من جهد وطاقات، كي يتمكن من استعادة حقوقه المسلوبة منذ عشرات السنين، ليتحول إلى إنسان لا يفكر في قضيته إلى قليل القليل همه تأمين لقمة العيش لذويه. قد يكون محقاً لأنه لا يلتمس أثراً نظيفاً لكثير من الفصائل، وإن سألته عن فصائلنا لشتمك قبل أي يشتمهم.

الإعتراف بالحقيقة

لا بد من التوقف عند هذه الظروف الصعبة التي يمر بها أبناء شعبنا من قهر وحرمان. فهذه الظرف قد تدفع الكثير من الناس إلى قبول خيارات أخرى غير العودة إلى فلسطين وإن كانت مرحلية. فإذا استفتي الناس على الخيارات التالية: التوطين، التهجير أو حمل جواز سفر فلسطيني، ماذا سيختارون؟!

المصدر: البراق، عدد حزيران 2013