القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

العودة حق كالشمس

العودة حق كالشمس

حسام الدجني

لم يتأخر أحد من قادة الاحتلال والسفراء الأجانب عن تلبية دعوة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للاحتفال بعيد ميلاد والده المئة، وبينما القاعة تضج بالحضور ألقى والد نتنياهو كلمة أبرز ما جاء فيها: "مادام الشعب الفلسطيني لم ينس نكبته، ومازال يحتفل بها لا مستقبل لدولة (إسرائيل)".

نعم، العودة حق كالشمس، لن يستطيع أي كان أن يتنازل عنها، فهي حق فردي لكل اللاجئين الفلسطينيين، كفلته القوانين والمواثيق الدولية والأعراف الإنسانية، ولذلك حتمًا سنعود، وسنبقى نطالب بحقوقنا بكل السبل المشروعة والمكفولة بالقانون، فإنهاء الاحتلال ضرورة وطنية، ويجب أن تكون المصالحة الوطنية إحدى أهم دعائم تحقيق الهدف الإستراتيجي، وهو إنهاء الاحتلال، فلا يعقل أن ينعم هذا الاحتلال بخيرات بلادنا ومياهها، في حين يتكدس اللاجئون بمخيمات لا تصلح للعيش الآدمي.

جيلنا ولد بغزة، ولم يبق من جيل النكبة على قيد الحياة سوى القليل، ومع ذلك مازال شغف العودة لدى الأجيال يسري بالدماء، ومفاتيح العودة يتوارثها الأبناء من الأجداد، وسيبقى الشعب الفلسطيني يحيي ذكرى نكبته حتى يتحقق حلمه بالعودة إلى دياره، والتعويض عن كل ما حصل له.

ومن هنا في الذكرى السادسة والستين للنكبة أبرق بالرسائل التالية:

1- ضرورة أن يتحمل الاحتلال سياسيًّا وقانونيًّا وأخلاقيًّا تبعات جريمته بتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.

2- ملف حق العودة غير قابل للتصرف أو التفاوض، فهو حق فردي لا يملك التصرف به أي رئيس أو حزب أو منظمة.

3- ضرورة أن تتحمل (أونروا) مسئولياتها القانونية والأخلاقية والسياسية وفقًا لقرار تأسيسها (رقم 302)، ورفض أي تقليص في خدماتها تحت أي ذريعة، فوكالة الغوث أنشئت لمساعدة اللاجئين كل اللاجئين الفلسطينيين.

4- على الفصائل الفلسطينية توحيد جهودها في القضايا الوطنية الكبرى، فلا يعقل أن يكون لكل فصيل لجنة مختصة باللاجئين تعمل منفردة، بل يجب أن يعمل الجميع ضمن إطار يجمع الكل الوطني والإسلامي، وأعتقد أن لجنة شؤون اللاجئين التابعة لمنظمة التحرير مؤهلة لأن تقوم بهذا الدور.

5- يجب تبني رؤية لتطوير فعاليات النكبة بتطوير المناهج الدراسية والأعمال الفنية، والخطط الإعلامية، التي تغرس في الأجيال الصغيرة معنى العودة.

6- على الجاليات الفلسطينية بالشتات والسفارات والقنصليات العمل للتواصل مع المجتمعات الغربية؛ لتوضيح الأوضاع الإنسانية التي يعيش فيها اللاجئ الفلسطيني في أماكن وجوده، ووضعها في صورة المؤامرات التي تحاك ضد عودته.

في ختام مقالي وفي ذكرى النكبة لابد أن أرسل رسالة إلى بلدتي الأصلية بيت دجن قضاء يافا، تلك البلدة التي ولد فيها والدي وأجدادي، وحدثني كثيرًا عن جمالها والدي، وجمال برتقالها، وطيبة عوائلها، وتبلغ مساحتها 17.327 دونمًا، ولبيت دجن وباقي قرى ومدن فلسطين أقول: إننا عائدون عائدون عائدون.