العودة والحق المسلوب
بقلم: محمد سلطان
ما اروعك في الصباح وفي المساء
حين تكون القدس هي القدس والوطن هو الوطن، حين نذهب برحلة طويلة عمرها 65 عاماً عنوانها
العودة والحق المسلوب..
عنوانها مأساة شعب اراد ان يعود
الى كل شبر من ارض الوطن المفقود فتضاعفت حينها الجهود فكانت ثورة على العدو المحتل
الصهيوني الاسرائيلي اللدود، فجزء منها عاد وجزء منها اصبح محمية طبيعية والجزء الاخر
مسلوب بين قدس شرقية ام قدس غربية فآختلطت الاوراق فأصبح الشهيد هو الحكم واصبحت الدماء
هي المقياس واصبحت البندقية هي المؤشر الطبيعي لعودة الارض كاملة فآنطلقنا من معول
فلاح الى بندقية ثائر فتفجرت الثورة وبدأت الانتفاضة فتزّهر حينها ربيع فلسطيني يزهوا
بالدم، يحمل الكفن والبندقية يحمل ما تبقى من هوية لتجسيد وجودنا على الارض من آثار
اجدادنا التي هي بمثابة خارطة لذكريات طفولتهم ومرجع لنا لحين عودتنا.
ولكن الى شعبي الفلسطيني المعذب
في المنافي وفي مخيمات الشتات امازلتم مخّدرين عقولكم عمداً؟؟هل همكم فقط لقمة العيش؟؟اين
ايمانكم الحقيقي بقضيتكم؟؟ اين عدالة قضيتكم ؟؟هل تحريرها فقط هو ان نبقى مكتوفي الايدي
ونقول ان شاء الله فلسطين بتتحرر، اكييييد ان شاء الله تتحرر ولكن حين نتحرر من عبودية
الاشياء الفانية لأن الايمان بالحق هو جوهر الصراع الحقيقي بين الخير والشر وتحرير
الارض هو حق ورفع الظلم والمعاناة عن شعبنا الفلسطيني حق والعودة حق كالشمس والنجوم
والكواكب.
لذلك ايها الشباب الفلسطيني
يا عماد المستقبل اعيدوا اعتباراتكم جيداً وتعالوا عن مصالحكم الشخصية التي لاتنفع
كوسيلة لتحرير الوطن فلسطين، لأن الانانية لا تبني اوطان حرة ولا ترسم حدود الوطن انما
الانانية تبني البغضاء وعدم الالفة وعدم الانسجام الفكري بين ثورة العلم وثورة البندقية
فالمفترض ان يكونوا متوازين من حيث المبدأ ولكن كل هذا يقع على كاهل طاقات الشباب الذّين
هم جسر العبور نحو المستقبل، فمن الشباب نبدأ لتحمل المسؤوليات ونصرخ ليس على من علّمنا
فنون الحياة، انما على واقع مرير يضاق فيه العيش وعلى الشباب نتألم لكي لاتضيع البوصلة
في دوامة اهدافنا المراد تحقيقها فمن هنا اقول الصدق في اقوالنا اقوى لنا والكذب في
افعالنا افعى لنا فلا تحقيق للنجاح دون عنصر الارادة والصبر والعزيمة، لامجد ولاقيمة
للأنسان حين يفقد كرامته وقضيتنا الفلسطينية هي أكبر قيمة نتمتع بها لأنها اسلامية
عربية فلسطينية مقدسية .
رغم الجراح النازفة على مدى عقود من الزمن سنعود اليك يا
فلسطين حاملين لك هموم الاجداد بتلك المفاتيح التي صدئت حاملين لك من ذكريات دفنت تحت
التراب بمن كانوا احياء في دنيانا بمن جمعتنا معهم اجمل لحظات الحياة كانوا بقربنا
في لحظة الولادة كانوا معنا في فترات المراهقة كانوا معنا في ريعان الشباب ها هم اليوم
اصبحوا تمثال لأحزاننا التي ارتسمت بألوان الحياة واصبحت لوحة لمشاعرنا المزخرفة بدموع
العودة.