العيساوي أسطورة تحاصرها مخابرات الاحتلال

الرسالة نت – عمر عوض

مثّل صمود وثبات الأسير سامر العيساوي في سجون الاحتلال الذي يخوض اضراباً عن الطعام منذ ستة اشهر انتصاراً جديداً للحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، كما مثل إصدار محكمة الاحتلال حكماً بحقه بالسجن ثمانية أشهر محاولة من قبل الاحتلال للخروج من المأزق الذي وضعه فيه صمود العيساوي .

وأجمع محررون وشخصيات محلية ورسمية، مهتمة بقضايا الأسرى على أن الاحتلال لن يترك العيساوي يخرج من السجن بسهولة، وسيعمل من خلال المحكمة العسكرية على إصدار قرار باستمرار اعتقاله، محذرين من انخفاض مستوى الدعم الشعبي والرسمي للأسرى .

وأصدرت ما تسمى بمحكمة الصلح (الإسرائيلية)، قراراً يقضي بسجن الأسير سامر العيساوي، المضرب عن الطعام منذ أكثر من 210 أيام، مدة ثمانية أشهر، تبدأ منذ اعتقاله في 7-7-2012 وتنتهي في السابع من شهر مارس/آذار المقبل.

انتصاراً جديداً

المحرر خضر عدنان، من جهته أكد على أن الحكم على العيساوي يمثل انتصاراً جديداً لإرادة الحق في وجه السجان الظالم، داعياً في حديث خاص لـ"الرسالة نت" الكل الفلسطيني وأحرار العالم لمواصلة ثورتهم وغضبهم في وجه الاحتلال لنصرة الأسرى.

وحذر عدنان من تجاهل قرار ما يسمى بمحكمة الصلح وتقديم الأسير العيساوي للمحاكمة العسكرية، كما حدث مع الأسير الشراونة الذي استمر بالإضراب عن الطعام حتى الافراج عنه.

وحمل مصلحة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن انتهاك حقوق الأسرى، لأنها تغطي سياسياً على عمليات قمع وإجرام جنودها خلال اقتحام السجون على الأسرى .

وشدد على أن حكومة الاحتلال تعمل على مدار الساعة محاولةً كسر إرادة الأسرى واذلالهم وقتلهم، لأنه لا يروق له ان يرى الاسرى يتعلمون ويتخرجون من الجامعات الفلسطينية".

حكماً تعسفياً

في ذات السياق، عدّ صابر أبو كرش مدير جمعية واعد للأسرى والمحررين، محاكمة العيساوي بالصورية، موضحاً أنه أحد الأسرى المحررين في صفقة وفاء الأحرار، والذنب الذي اقترفه انه سافر من القدس المحتلة إلى الرام .

وقال أبو كرش لـ"الرسالة نت":" ستة أشهر من الاضراب عن الطعام لم تحرك ضمير العالم لإنقاذه فهو صاحب رسالة عادلة يدافع من خلالها عن حريته وحقه بالعيش بحرية وكرامة ".

وأكد عدم قانونية حكم العيساوي، مشيراً أن جمعيته سوف تتوجه للجهات المعنية على المستوى الدولي لفضح سياسات الاحتلال بحقه لأنه صاحب حكماً تعسفياً يتعارض مع أبسط القوانين الدولية .

وحذر مدير جمعية واعد، من اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة عنوانها الأسرى، منوهاً أن حكم العيساوي سيشعل شرارتها في كل مكان وسيفجر المواجهات ضد الاحتلال .

وعن أوضاع الأسرى، وحملات التنقل التي تنفذها إدارة السجون(الاسرائيلية) بحق الاسرى قال:" هناك حملة تنقلات في مختلف السجون وهي تأتي ضمن برنامج ممنهج يهدف لإرباك الاسرى وجعلهم غير مستقرين من الناحية النفسية".

مخرج الاحتلال

بدوره رأى وزير الأسرى والمحررين الدكتور عطا الله أبو السبح، حكم العيساوي، محاولة (اسرائيلية) للخروج من المأزق الذي وضعه فيه العيساوي بصموده وثباته في معركة الأمعاء الخاوية.

وقال أبو السبح:" الاحتلال يبحث عن مخرج أمام صمود العيساوي الأسطوري من جهة، والضغوط الدولية والمحلية التي يواجهها من جهة أخرى"، محذراً من تمديد اعتقال العيسوي من قبل المحكمة العسكرية .

وأضاف:" هنا يبرز دور المخابرات (الإسرائيلية) التي ستقدم تقريراً سرياً للمحكمة، قد يمنع تنفيذ الحكم الأول ويسير بحقه الحكم العسكري.

وعن الجهود المصرية لنصرة الأسرى أكد وزير الأسرى والمحررين، أنها مستمرة ولم تتوقف على مدار الساعة، منوهاً أن رئيس الوزراء اسماعيل هنية يواصل اتصالاته مع الأشقاء المصريين لدعم ومساندة الاسرى .

وشدد أن مصر لم تقصر في هذا الجانب، وأن المماطلة والتسويف يأتي من الجانب (الإسرائيلي)، مطالباً السلطة بإطلاق يد المقاومة بالضفة المحتلة لخطف جنود (اسرائيليين) لمبادلتهم بأسرى.