القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024

الفلسطينيون السوريون في لبنان... قرارات بعدم استقبالهم وتشديدات أمنية بحقهم

الفلسطينيون السوريون في لبنان... قرارات بعدم استقبالهم وتشديدات أمنية بحقهم

بقلم: وسام محمد

أن تستبيح " إسرائيل " سيادة لبنان بجوه وأرضه وبحره أمرٌ طبيعي يُرضى به ! وأن تصادر خيراته وتنهب مياهه وثرواته يَقبل به الجميع، وأن يدخل لبنان عشرات الجنسيات والمافيات بطريقة غير شرعية أو غيرها، تعتبر زيارات سياحية يرحب بها، أما دخول الفلسطينيين السوريين إلى لبنان بطريقة شرعية وقانونية، يعتبر اختراقًا لسيادة لبنان وأمنه واستقراره !.

حقًا أنت بلدٌ عجيب، لقد فاجأنا عنوانٌ عريض على بعض الصحف والمواقع الإلكترونية جاء فيه " سليمان يؤكد رفض لبنان استقبال الفلسطينيين المهجرين من سوريا " وحسب تلك المصادر التي أدلى بها دبلوماسي لصحيفة النهار أنه خلال لقاء وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ورئيس الجمهورية ميشال سليمان أكد الأخير رفض لبنان التام استقبال الفلسطينيين المهجرين من سوريا لما يهدد ذلك امن لبنان وسلامته.

هذا ما أعلنه دولة الرئيس سليمان، ليزيد من معاناة الفلسطينيين السوريين الهاربين من الموت والقصف الشديد.

هكذا يعامل الفلسطيني دومًا وفي كل العالم، على أنه الحلقة الأضعف، وفي سورية كذلك، فأصبح اللاجئ الفلسطيني مكسر عصا لدى الأطراف السورية المتنازعة، حيث يسعى العديد من هذه الأطراف وغيرها لإدخال الفلسطينيين بالصراع السوري الداخلي، حيث إن القرار الفلسطيني بالحياد لم يعجب الكثير منهم.

فقد شهدت المخيمات الفلسطينية هناك العديد من المجازر والقتل والقصف العنيف وخاصة مخيم اليرموك في العاصمة دمشق، مما دفع الفلسطينيين هناك إلى اللجوء مرة جديد، إلى لبنان، لكن لبنان المضياف يتحدث ومن خلال أرفع مستوى سلطة فيه عن "رفض استقبالهم لأن ذلك سيؤثر على أمن وسيادته".

عذرا أيها القادة اللبنانيون، تستضيفون كل الجنسيات وتخشون منا، تستقبلون الإسرائيليين وترحبون بهم وتقيموا لهم الحفلات والعزائم تحت شعار دعم السياحة في لبنان.

وتستقبلون إخواننا النازحين السوريين وتقدمون لهم احتياجاتهم ولا تنسوهم من زياراتكم وطلاتكم البهية، وهذا حقهم وواجب عليكم، فأنتم أهل الكرم والضيافة، لكن أن تحرموا اللاجئين الفلسطينيين الذين يعانون المصاب نفسه من كرمكم وضيافتكم؟!

حقا كم أنتم غرباء... لا يزايد علينا أحد بالتوطين، نحن ضده وضد كل من يفكر به ولن نرضى بالكون كله عوضًا عن شبر واحد من أرض فلسطين، ولا أعتقد أن فلسطيني سورية سيطمعون بالبقاء هنا في المخيمات التي تصرخ من شدة المعاناة والألم، فهم ورغم معاناتهم يبكون على حال إخوانهم الفلسطينيين اللاجئين في لبنان.

هذا على المستوى السياسي، أما على المستوى العسكري فلا نفهم الإجراءات الأمنية المشددة على المخيمات " تخوفًا من زيادة العائلات الفلسطينية القادمة من سورية ".

على الحاجز تفتيش، هوية سورية يعني على اليمين، تفتيش وذل من جديد وكأن المخيمات الفلسطينية وأهلها ينقصهم تشديدات أمنية جديدة، فالأسلاك الشائكة التي تحيط بالمخيم لا تكفيهم ولا الكاميرات والحواجز الإسمنتية وبلهجتنا "ما حدا طايقنا، فما إلك غير الله يا شعبي".

أما أنتم يا ساسة لبنان "عيشوا واتركونا نعيش"

الفصائل الفلسطينية والأونروا

لقد اقتصر عمل الأونروا على الطبابة المتواضعة في عياداتها المنتشرة في المخيمات، أما باقي الدعم المادي والمعنوي والمالي وتقديم بعض الحاجات الأساسية لإغاثة اللاجئين المهجرين شيء غائب عن الأونروا ومهامها، وهي حتى هذه اللحظة لم تطبق شعارها " لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " وإنما لغض البصر عنهم وتركهم للموت الذي ينتظرهم إما من القصف أو من الجوع والفقر.

وأما أنتم يا فصائلنا، فما زلتم مقصرون حتى الآن، فمطلوب منكم العمل الجاد والحثيث مع كافة الجهات المعنية من أجل الحفاظ على كرامة الفلسطيني الذي يفضل الموت ألف مرة على أن تهان كرامته.

المصدر: رابطة الإعلاميين الفلسطينيين في لبنان