القــــدس فــــي خــطـــر !
د. عايدة النجار
أهداف اسرائيل فيما يتعلق بالقدس والمسجد الأقصى معروفة من زمن بعيد.. لم تتغير الاستراتيجية "طويلة المدى" مهما طال الزمن، تريد القدس عاصمتها الأبدية. يعرف ذلك العرب والمسلمون الذين لا ينقطعون عن عقد المؤتمرات والندوات واصدار التقارير السنوية للدلالة على ذلك. وقد أصبح واضحا للعيان أن إسرائيل لم تتراجع لحظة واحدة عن مشروع تهويد القدس بكاملها لتكون "عاصمتهم الابدية ". ولعل الحفريات المستمرة تحت الحرم القدسي الشريف إحدى الأمثلة على تصميمهم لتنفيذ بناء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الاقصى.
الاستفزازات الاسرائيلية مستمرة من الحاخامات اليهودية ولعل عقدهم اجتماعا في الاسبوع الماضي قرأوا في خرافاتهم في باحة المسجد لهو دليل آخر أثار غضب المواطنين العرب الذين تحاول اسرائيل منعهم من الوصول للحرم للصلاة فيه. ولا تأتي مثل هذه الافعال صدفة , فقد قام عضو الكنيست زئيف كين في وقت سابق من اقتراح ايجاد ممر آمن لليهود وذلك بمنع العرب الوصول للمسجد في أوقات وأيام محددة. ولا غرابة في ذلك، فقد حقق اليهود المتعصبون ما أرادوا في الخليل عندما أصبح المسجد الابراهيمي مقسما بل يسعون للاستيلاء كليا عليه ومنع المصلين من دخوله بوسائل قمعية متعددة. ولعل توظيف أطفالهم الى رشق الحجارة على العرب أبرزها وبشكل مستمر احداها. بالاضافة فان "مدينة داوود" التي يحلمون في القدس باقامتها تنفذ على نار هادئة. تقوم اسرائيل بتغيير معالم حيّ البستان في سلوان الملاصق للحرم وتحويله لمتنزه بعد هدم البيوت العربية وخلخلة اساسات الحرم بالحفريات المستمرة سرا وعلنا. الحفريات سرا وعلنا في القدس ومحيطها تستمر لتحقيق الأهداف التهويدية للمدينة. تقوم بذلك ليصبح ما تقوم به أمرا واقعا يصعب تغييره ولكي تصبح افعالها " قانونية ". أما من الناحية القانونية، فالقدس تحت الاحتلال الاسرائيلي شأنها شأن الاراضي العربية الأخرى منذ 1967 تعتبر أراض محتلة وتنطبق عليها اتفاقيات جنيف 1948 وما ينطبق على الاراضي المحتلة الاخرى على حد سواء، رغم أن اسرائيل لا تطبق الاتفاقيات الدولية كما هو معروف وعلى رؤوس الأشهاد. منذ 1980. فقد أصدرت اسرائيل قانونها العجيب باعتبار القدس عاصمة أبدية وبذلك تستمر بالاستفزاز المشحون بغضب العرب والمسلمين وتواصل التهويد وبناء المستوطنات حول القدس بالاضافة لمحاولة تفريغ المدينة من أهلها العرب الأصليين.
اسرائيل تقوم اليوم بمصادرة البيوت أو تدميرها والاستيلاء على أملاك الغائبين وتعتبرها ملكا لها بالاضافة الى تطبيق استراتيجيتها المخيفة للاستيلاء على المسجد الاقصى مما يدل أنها لا تسمع لكل ما يجري من اجتماعات وندوات تذكر وتندد بالخطر الكبير الذي يحيط بالقدس ومقدساتها. وهذا ينطبق أيضا على العرب والمسلمين الذين هم ماضون في صم الأذان وإن كانوا يسمعون؟.
المصدر: جريدة الدستور الأردنية