القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 23 تشرين الثاني 2024

القادم اسوأ بالنسبة للاجئين الفلسطينيين في لبنان


الكاتب: فتح وهبه

صمت غريب ومخيف تلتزم به وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"الاونروا" في تعاطيها مع الواقع المرير الذي يعيشه اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان.

صمت يخفي في طياته كثير من التحديات والحقائق وحتى المفاجآت وقد يكون هو السكون الذي يستبق العاصفة ومقدمه لمزيد من التقليصات الخدماتية للاونروا او حتى مقدمة لإلغاء دورها ولطوي ملف اللاجئين وبالتالي تقوية فرص نجاح ما يسمى بصفقة القرن.

الوضع خطير جدا ولقد دخلنا في نفق مظلم لا احد يعلم اين ينتهي والى اين سيؤدي بنا في ظل هذا الصمت الرهيب من طرف وكالة الاونروا وفي ظل هذا التحرك الخجول أيضا من طرف القوى الفلسطينية وفي مقدمتها منظمة التحرير الفلسطينيه.

هذا التحرك الخجول لا يرتقي لحجم التحدي الذي يواجه الشعب الفلسطيني في المخيمات والمتمثل بالأزمة الاقتصادية والمالية التي تعصف لبنان ولا يرتقي ايضا لحجم المأساة التي يعيشها جراء تفشي وباء كورونا وهذا التحرك الخجول هو يضعف روابط الإخوة والثقة بيت الشعب وقادته ويؤسس لشرخ كبير بينهما.

ان اللاجئين الفلسطينيين لم يعد بمقدورهم تحمل المزيد من المآسي والويلات ومن المستحيل عليهم مواجهة وباء كورونا دون دعم من المجتمع الدولي وهذا الدعم مفقود أقله حتى الآن.

أن اللاجئين الفلسطينيين اليوم يعيشون اسوأ ايامهم مند نكبة 48 وقتها كان المشهد مختلف والعطف والتضامن موجود من المجتمع الدولي اما اليوم هم مهمشين يعيشون على هامش الحياة بلا امل ويلا حقوق وبلا مرجعية "حقيقية".

ان تقليص الاونروا لخدماتها تباعا كان له الاثر السلبي على اوضاعهم المعيشية والصحية ومع مرور الايام أصبحت أوضاع اللاجئين أكثر ماساة وصعوبة وزاد بينهم معدل الفقر والبطالة ليجدوا أنفسهم في عنق الزجاجة.

لقد خرجت نداءات الاستغاثة من كل بيت تطالب الاونروا بالتدخل السريع لرفع المعاناة عنهم إلا أن وكالة

الاونروا تقول أنها تعاني عجزا ماليا وبحاجه لمبلغ مليوني دولار لتضيفه فوق مبلغ الخمسة مليون دولار الذي بحوزتها لتستطيع تقديم مساعدة مالية لمره واحدة لجميع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان هذا الكلام لم يقنع اي لاجئ فلسطيني وكلام لا يتقبله العقل ،فهذا المبلغ صغير جدا ومن السهل جدا تأمينه وأن القصة ليست قصة مليوني دولار، بل اكبر من ذلك وقد تكون الاونروا بوقوفها وقفة المتفرج تهدف الى خنق اللاجئ الفلسطينيي لتدفعه بالمطالبة بالغاءه الوصاية عنه، لتستجيب الاونروا بعدها مباشرة لطلبه وتقول انها اقدمت على حل نفسها بناء على طلب اللاجئين انفسهم. وفي النهاية أقول أننا مقبلين على ايام أكثر صعوبة وحرمان فإن كانت الاونروا في ظل هذا الواقع المرير وفي ظل تفشي وباء كورونا تتعامل مع اللاجئين الفلسطينيين بهذه السياسة إللا إنسانية واللا اخلاقية فكيف ستعاملهم إذا بعد انتهاء أزمة كورونا ،طالما لا يوجد من يدافع عنهم ويتعاطى معهم على اساس انهم اصحاب حق وقضية، وطالما يتم الاتجار بقضيتهم ويستخدمون كأوراق ضغط ويتم استغلال معاناتهم لجمع الثروات والمساعدات فقط.