القدس تعيد للكوفية حضورها: وهج فلسطين
العائد
رأفت نعيم
في كل مرة تتقدم فيها فلسطين إلى واجهة
الحدث، لا يتأخر أبناء صيدا ومخيماتها كما معظم الشعوب العربية، في التعبير عن تضامنهم
معها أو غضبهم لأجلها أو حتى فرحهم إذا كان الأمر يتعلق بإنجاز أو نصر ضد الاحتلال
الاسرائيلي.
مهما كان الحدث المرتبط بالقضية الفلسطينية،
ثمة قاسم مشترك بين المتفاعلين معه، متضامنين أو غاضبين أو حتى مبتهجين، كباراً أو
صغاراً، نساءً أو شيوخاً أو أطفالاً ألا وهو الكوفية الفلسطينية التي تحتل هذه الأيام
واجهات محال وبسطات بيع الألبسة في صيدا ومخيم عين الحلوة، حيث يقبل الناس، فلسطينيين
ولبنانيين على السواء، على شرائها وارتدائها، إما بوضعها على اكتافهم أو حول أعناقهم
أو لف رؤوسهم بها أو حتى التلويح بها في حلقة دبكة تأكيداً على التمسك بالتراث الفلسطيني.
يلف الفلسطيني ناصر الأحمد رأسي حفيديه
(ادم وأحمد) بكوفية فلسطينية ليشاركا باحتفال تضامناً مع القدس وهما يهتفان لفلسطين.
الكوفية الفلسطينية بالنسبة لناصر وغيره ترمز إلى الكفاح المسلح والعمل الفدائي. ويقول
في ذلك إنه «في زمن العودة إلى الكوفية أحببت أن تصل الرسالة أننا وأطفالنا لن ننسى
فلسطين».
داخل السوق الشعبي في مخيم عين الحلوة،
يعرض خالد الشيخ الكوفيات والأعلام الفلسطيينة وصور القدس، وهو بالكاد «يلحّق» على
الزبائن، ويقول «لقد نفد كل شيئ من كوفيات وأعلام، واضطررت لآتي بـ«بضاعة جديدة» من
أسواق صيدا.
في شوارع المخيم، طلاب وطالبات مدارس اعتمروا
الكوفية. حتى المحجبات من الطالبات استبدلن غطاء الرأس بالكوفية.
وتقول الطالبة وفاء ميعاري «الكوفية رمز
قضيتنا ورمز نضالنا. استخدمها الفدائيون الأوائل في عملياتهم ضد المحتل الإسرائيلي.
إنه وهج فلسطين والنضال العائد».
المصدر: المستقبل