القوى الإسلامية في مخيم عين الحلوة عين على صيدا واخرى على النازحين الفلسطينيين
بقلم: محمد ابوليلى
شهدت منطقة صيدا في الاوانة الاخيرة أحداث خطيرة كادت ان تشعل لبنان في رمته إلى اتون حرب اهلية لا يمكن لأحد ان يتحمل عقباها، ومدينة صيدا الواقعة في الجهة الجنوبية من لبنان والمعروفة بعاصمة المقاومة والتي تحتوي على تنوع مذهبي وطائفي "السنة – الشيعة- المسيحي" عاشت وعاش اهلها بهلع بالغ نتيجة للتجاذبات السياسية الحاصلة في لبنان من جهة والاحداث الدموية في سوريا من جهة اخرى.
وللجهة الجنوبية لمدينة صيدا يقع مخيم عين الحلوة ذو الواحد والنصف كلم مربع، والبالغ ساكنيه حوالي الستون ألف لاجئ فلسطيني، يتواجد فيها قوى إسلامية مشكّلة من ثلاثة تنظيمات اساسية وهي حركة المقاومة الإسلامية-حماس وحركة الإسلامية المجاهدة، عصبة الانصار الإسلامية، والتي لعبت دوراً بارزاً ومهماً شهد لها القاصي والداني في إخماد نار الفتنة في صيدا بعد الجولات التي اجرتها هذه القوى على كافة الفعاليات والتنظيمات المؤثرة فيها.
من هنا، فقد تحدثت البراق مع كل من مسؤول حركة المقاومة الإسلامية حماس في الجنوب الحاج ابواحمد فضل ومع امين سر القوى الإسلامية وامير حركة الإسلامية المجاهدة الشيخ جمال خطاب لتناول آخر المستجدات والتحركات والنجاحات التي حققتها هذه القوى في عدم تحول الصراع في صيدا إلى صراع مسلح.
تدخل القوى الإسلامية لإخماد نار الفتنة في صيدا
شهدت مدينة صيدا في الاوانة الاخير العديد من اللقاءات التي اجرتها القوى الإسلامية مع الفعاليات الوطنية والإسلامية في المدينة من اجل تثبيت مبدأ الهدوء وتفويت الفرصة لمن يصطاد في الماء العكر فيها. وعند سؤالنا عن موقف حركة حماس حول الوضع الاخير في المدينة اشار ابواحمد فضل الى ان القوى الإسلامية والوطنية والحركة سارعت منذ اللحظة الاولى بزيارة كافة الفعاليات الوطنية في صيدا ووضعت نفسها وبكل طاقتها من أجل إيقاف هذه الفتنة التي يمكن ان تمتد الى كافة الاراضي اللبنانية لما لها صيدا من اهمية خاصة في تنوعها الطائفي والسياسي. واكد فضل ان الحركة شددت عند زيارتها كافة الخصوم السياسية في صيدا أن التواصل هو الوسيلة الوحيدة لإخماد نار الفتنة وخاصة بعد زيارة الحركة والقوى الإسلامية للشيخ احمد الاسير حيث تبنى الاخير العديد من القضايا الحساسة في هذه المرحلة ومنها دعم الثورة السورية وإستعادة كرامة أهل السنة في لبنان مما أجج الوضع الامني في صيدا.
بدوره أشار الشيخ جمال خطاب الى أن تدخل القوى الإسلامية هو لإيقاف الفتنة في صيدا وحصولها ستكون خسارة للجميع وأن القوى الإسلامية ومنذ اللحظة الاولى تبدي حرصها على الإستقرار في المدينة وحذر من ان إشتيعال المدينة قد تودي بإشتيعال كل لبنان. وعن تحركات الشيخ الاسير ولقائه الاخير مع القوى الإسلامية أشار خطاب الى ان القوى الإسلامية لن تسمح التفرد بالاسير ولكن في الوقت نفسه ستعمل بكل جهودها لمنع حصول اي فتنة مذهبية في صيدا.
موقف الدولة اللبنانية من القوى الإسلامية
"أنتم اصبحتم ضمانة الإستقرار في كل لبنان" قالها وزير الداخلية والبلديات مروان شربل أثناء لقائه مع القوى الإسلامية بحسب فضل والذي نقل عنه أيضاً ان الدولة اللبنانية تبدي إرتياحاً كبيراً للقوى الإسلامية لما لها من دور كبير بالإسراع والمبادرة في طفئ شرارة الفتنة في صيدا. وهذا ما اؤكد خطاب مضيفاً، الى ان هناك فريق لبناني رحب بالمساعي التي تقوم بها القوى الإسلامية إلا ان ذلك لا يمنع من مطالبة الدولة اللبنانية من تحمل مسؤوليتها لمنع حصول اي صدام في الايام المقبلة، وأكد خطاب أن الدولة اللبنانية قد تعجز عن إجراء المصالحة بين الاطراف "وهذا ما نعمل عليه ونجحنا الى حد كبير من تحقيقيه" بحسب خطاب.
ضمانة الإستقرار فما المقابل
يتواجد في لبنان حوالي الـــ 450 الف لاجئ فلسطيني بحسب إحصائيات الاونروا الاخيرة والدولة اللبنانية تمنعه في ظل قوانيين جائرة من العمل والطبابة والتملك، وعند سؤال البراق عن المقابل إن أصبحت القوى الإسلامية ضمانة الإستقرار في لبنان، أشار كل من فضل وخطاب الى ان القوى الإسلامية طالبت الوزير شربل بالعديد من المطالب ابرزها إقرار حق التملك والعمل وتسهيل دخول اللاجئين الى المخيمات وإدخال مواد البناء اليها. ومن رزمة المطالب ايضاً تحديث الاورواق الثبوتية للاجئين الفلسطينيين وحل ملف الإسلاميين المعتقلين في سجن رومية والإسراع في محاكمتهم وحل ملف المطلوبين في مخيم عين الحلوة. إلا ان تجاوب شربل كان فقط فيما يتعلق بمجال تخصصه، حيث أجرى أثناء وجوده مع القوى الإسلامية العديد من الإتصالات ووعد بمكننة الاورواق الثبوتية للاجئين الفلسطينيين "الهويات والباسبورات" المطلع من نيسان من العام 2013. وقد نقل كل من فضل وخطاب تجاوب شربل وإيجابياته.
النازحين الفلسطينيين من سوريا في مخيم عين الحلوة:
وفي ملف آخر يحمل في طياته المعنى الإنساني اكثر من السياسي، فقد دخل مخيم عين الحلوة منذ بدء الأحداث في سورية عداك عن المخيمات الاخرى وبحسب الإحصائيات الاخيرة حوالي 850 عائلة فلسطينية هربا من الدمار والقتل والإستهداف المقصود للتواجد الفلسطيني في سوريا.مما وضع القوى الإسلامية والوطنية والمؤسسات الاهلية والمدنية في حالة الإستنفار الدائم لإغاثة النازحين وتقديم المساعدات لهم، خاصة ان امد الازمة السورية بحسب المحللين طويلة وطويلة جداً.
وعند سؤالنا ابواحمد فضل عن قدرة تحمل الحركة في إغاثة النازحين الفلسطينيين أشار الى أن الشعب الفلسطيني هو شعب معطاء وقد تعود على إقتسام الرغيف وان الحركة تبذل ما بوسعها من اجل جمع التبرعات وقد تم تشكيل لجنة طوارئ مركزية ووضعت حركة حماس ملف إغاثة النازحين في سلم اولوياتها. وأضاف فضل الى ان رئيس الوزراء الفلسطيني الاخ ابوالعبد هنية وعد بأنه سيرسل مبلغ مالي لمساعدة النازحين الفلسطينيين في المخيم، مضيفاً أن الازمة إن طالت او لم تطل فعلى المؤسسات الدولية ووكالة الاونروا ان تتحمل مسؤوليتها. وطالب كل من فضل وخطاب الاونروا في تأمين الإيواء للنازحين او دفع الإيجارات والإسراع في تقديم المساعدات الصحية وإستيعاب الطلاب في المدارس وتقديم الخدمات الإجتماعية. واكد الجانبين الى ان الدولة اللبنانية تتحمل الجزء الكبير من المسؤولية في مساعدة النازحين الفلسطينيين وانه على الدولة اللبنانية الضغط على المجمتع الدولي والاونروا.
تصريحات عنصرية .... باسيل وتويني نموزجاً
طالب وزير الطاقة جبران باسيل بإغلاق الحدود اللبنانية السورية لمنع توافد النازحين الفلسطينيين الى داخل الاراضي اللبنانية، وفي مقال لنيلة تويني تحت عنوان "العبئ الفلسطيني مجدداً " في جريدة النهار تشير في إحدى الفقرات "الى ان على الدولة اللبنانية ان تتخذ قرار جريء بتحديد اعداد النازحين وخصوصاً الفلسطينيين منهم اذي ما ان يدخلوا الجزء الامنية في المخيمات حتى تصبح الدولة بأجهزتها عاجزة عن ملاحقتهم ومتابعة ملفاتهم. وبذلك ستزداد اعداد الفلسطينيين لنجد انفسنا امام واقع جديد، ومستوطنين جدد وعبئ جديد، يعيد الى ذاكرتنا صورة الكابوس الفلسطيني في لبنان السبعينات من القرن الماضي". امام هذه التصريحات اشار الشيخ خطاب الى ان جبران باسيل لا يمثل الشارع الفلسطيني وان تصريحاته لم تتبناها الحكومة اللبنانية، اما الحاج فضل فقد اشار الى ان الشعب اللبناني شعب معطاء وكريم وان هذه التصريحات العنصرية لا تمثل شريحة كبيرة من الشعب اللبناني، وأضاف ان هذه التصريحات تخيفنا ونضعها في خانة الحرب على الفلسطينيين فيما يتعلق بموضوع تهجيرهم الى خارج لبنان وأنه على هذه الاطراف ان تنزع من فكرها الصورة السوداوية عن الشعب الفلسطيني في لبنان.
في الختام
تمنى الشيخ جمال خطاب من الله تعالى ان تكون الايام المقبلة ايام خير على الشعب السوري بشكل عام والامة الإسلامية بشكل خاص ، اما الحاج ابواحمد فضل فطمئن الداخل اللبناني قائلاً له ان البديل عن فلسطين هي فلسطين.
المصدر: جريدة البراق، عدد كانون الثاني 2013