القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

اللاجئ الفلسطيني.. تتعدد الجغرافيا والمعاناة واحدة!!

تفاصيل صغيرة

اللاجئ الفلسطيني.. تتعدد الجغرافيا والمعاناة واحدة!!

ثلاث «فرشات» وثلاث بطانيات وسجادتان والمدفأة التي تعمل بوقود المازوت/ الديزل!! انضم هذا الحريق إلى مجموعة من الأوجاع التي تحاصر العائلة،قبل هذا الحريق كان رب الأسرة ولا يزال مريضاً بالسرطان، مرض خطير لرب الأسرة، وأحد الولدين مصاب بإعاقة أما الولد الثاني فسنه الصغير لا يسمح بالعمل حيث لا يزال طالباً في مدرسة نحمد الله تعالى أنها لا تزال بالمجان.

في مخيم آخر في شمال لبنان، يعاني فلسطيني من مرض يتطلب منه علاجاً متواصلاً ومكلفاً، فوصلت المبالغ إلى آلاف الدولارات حتى الآن!!

ليست الأردن بعيدة عما يجري، ففي أحد مخيماتها البعيدة عن العاصمة تقضي عشرات العوائل شتاءها القارس في منازل تعاني من تشقق الجدران المتواضعة أصلاً في البناء، وتتسرب مياه الأمطار من سقف الزينكو الصدئ !! أما حين يتوقف المطر فحسبك أن مجرى الصرف

الصحي المكشوف يمر من أمام عشرات النوافذ، الأمر الذي أصاب الأطفال هناك بعدد من الأمراض التنفسية والمعدية، ناهيك عن الأمراض الأخرى في العظام والأعصاب التي نتجت عن قلة التدفئة!!

لا يمكن أن نتجاوز الحالة الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين في المخيمات بمعزل عن الظروف السياسية والاقتصادية والإغاثية.

تختلف المعطيات السياسية التي يتواجد فيها اللاجئون الفلسطينيون في الأردن وسورية ولبنان، وتختلف الظروف الاقتصادية فيها عن الظروف في دول أخرى مثل الخليج العربي، لكن المسؤولية تجاه أبناء الشعب الفلسطيني في هذه المخيمات هي مسؤولية فلسطينية عربية دولية، ويجب أن تقف كل دائرة من هذه الدوائر تجاه التزاماتها الوطنية والقومية والإنسانية.

فلسطينياً تختلف الفصائل السياسية في عملها الإغاثي والطبي والخيري تبعاً لرؤيتها السياسية والفكرية، وقدرتها وإمكاناتها المادية، وتواجدها على الأرض في مخيمات الشتات باختلاف الجغرافيا السياسية، غير أن المحصلة العامة تلخص الحاجة الملحة إلى اهتمام أكبر عبر الحراك على الأرض، أما عربياً فإن الخدمات الإغاثية تتباين بشكل واضح من بلد إلى آخر،

غير أن المجتمع الدولي الذي يجب أن يواصل تحمل مسؤولياته في جميع أنواعها تجاه اللاجئين ومن أهمها الجانب الإغاثي والخيري والخدمي، له عنوان مهم هو الأونروا الذي يحاول المجتمع الدولي من خلاله أن يزيح عن عنقه المسؤولية الأخلاقية على الأقل تجاه عشرات الحالات اليومية في المخيمات الفلسطينية، أو تمرير مشاريع مشبوهة عن طريق تقليص ميزانيات من خلال تخفيض الدعم من هنا وهناك!!

تتشقق جدران في بيوت متواضعة، لكن أصحابها لا تتشقق عزائمهم، وتتوجع أجساد من الأمراض والأسقام لكنهم يصرخون باستمرار «سنعود»، ويحاصر الفقر عائلات مئات الأسر في مخيمات الشتات، لكنها تظل غنية النفس بالخلق والعطاء، لا تقبل بغير الوطن الغالي بديلاً رغم كل تقصير المقصرين!!
  
 
المصدر: مجلة العودة