اللاجئون
الفلسطينيون السوريون .. وأحلامهم المهدورة
بقلم:
ظاهر صالح
يصعب
على اللاجئ الفلسطيني الاستقرار في بلاد ليست بلاده لأن لجوءه قسريا واقامته في
البلاد التي حط رحاله بها قسرية، هو عصر اللاجئين والمهاجرين والمشردين في المنافي
وما هذه الاحداث المأساوية التي يتعرض لها فلسطييي سورية ومشاهد الصور التي
نشاهدها إلا علامات وارهاصات تعيشها الشعوب العربية ويعيشها الشعب الفلسطيني
وستكتب في صفحات التاريخ وتقرأها الأجيال القادمة.
منذ
67 عاماً والشعب الفلسطيني يعاني الظلم بكل أشكاله بسبب اقتلاعه من أرضه وكذلك
المسجد الأقصى الذي يئن وبستصرخ مازال ينتظر جحافل الجبوش العربية لكنها لم تصل
بعد.!
حتى
الوقت القريب اللاجئ الفلسطيني في مخيمات اللجوء في لبنان وفي سورية وفي الداخل
والشتات المتضرر الأكثر من هذا المشهد ومن ذاك الموقف، ومن تلك الأحداث الدامية
التي تركت آثاراً سلبية، أصابت منظومه المجتمع الفلسطيني عامة وأجبرت الكثير من
اللاجئين على رفض الواقع المرير الذي أفرز ودفع به إلى هجرة غير شرعية وسرية ستظل
حتى بالنسبة للعارف ببعض بواطنها وأسرارها، مطوية في ظلمات ودهاليز اللاجئين
المهاجرين الذين وصلوا إلى فردوس أوروبا والذين لم يحالفهم الحظ في الوصول إلى
مرادهم.
أسئلة
لا بد من طرحها هنا لماذا اختار اللاجئ الفلسطيني السوري الهجرة في قوارب الموت ؟
وهل ثمة مايمكن له أن يبقينا على هذه الحال المأساوية؟ وهل ثمة ما يمكن له أن
يجعلنا نبغض ذاكرتنا القديمة ؟ وهل أصبح اللاجئ مجرد رقم في سجلات وكالة الاونروا
؟ وهل بات الشعب الفلسطيني قوى ظلامية في نظر العالم، والمغيب في يوميات وفكر
المرجعية الفلسطينية الغائبة ؟
لقد
كبرنا وكبرت جراحنا في مخيمات اللجوء والمنافي وما زلنا نعيش اختناقاً ونحدث
أنفسنا وأبناءنا أن وطننا البعيد أجمل البلدان.
هذه
ذاكرتنا تحمل وجه المخيم ونحن الذين تربينا في أزقته نحلم بالعودة إلى أرضنا، نستيقظ
من أحلامنا ونجد أنفسنا في طوابير اللاجئين نخوض غمار الهجرة في رحلة تيه لا
تنتهي.
لم
تكن هجرة اللاجئ الفلسطيني اختيارية ولا مشروطة برجوع ومواثيق وإنما الواقع
الماساوي الذي القى بظلاله على المخيمات جعله يمضي في ركب المهاجرين الجدد.
وحتى
لو كانت هجرته اختيارية فهي نتيجة حنمية لمجموعة المآسي التي دفعت به إلى هذا
الخيار فمن وصل منهم يروي مشاهدات العبور وحكايات سماسرة الطرق وتجار البشر وأما
اولئك الذين لفظهم البحر جثثا هامدة على
الشواطئ غاب في صدورهم الكثير من الاسرار تاركين لمن خلفهم الدمع والشجب والاستنكار.
وما
فائدة البكاء والتفجع والحزن طالما ان مشاعرنا ستبقى كما هي، وطالما بقينا نسمع
جعجعة المواقف المتلونة كاربطة العنق الحريرية ، لايمكن التملص من محاسبة
المسؤولون عن الشعب الفلسطيني مهما كانوا واينما كانوا، ولا يمكن ايجاد حلول
لمشكلاتنا إلا بتفجير ثورة حقيقية من الوعي تكون منطوية على المبادئ والاخلاق
تعيدنا إلى أنفسنا وتعيد لنا الشعور بأبناء شعبنا في مخيمات اللجوء والتعامل معه
بالرحمة والتعاطف والمحبة، شعور يعلمنا كيف نكون اهلا لحمل الامانة ونكون على قدر
حمل المسؤولية .
المصدر:
مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية