القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

اللاجئون الفلسطينيون بعد الهجرة.. أغنياء وأثرياء وأصحاب سلطة

اللاجئون الفلسطينيون بعد الهجرة.. أغنياء وأثرياء وأصحاب سلطة

وسام محمد

تعيش المخيمات الفلسطينية انتفاضة جديدة يقودها فئة الشباب المتعلم والمتخرج من الجامعات الذين لم يحصلوا على عمل بعد، ويطالب الشباب الفلسطيني بالهجرة الجماعية من المخيمات إلى الدول الأوروبية والأمريكية سعيًا منهم لإيجاد لقمة عيشهم والحصول على حقوقهم المدنية والاجتماعية المحرومين منها في لبنان، في حين تعيش المخيمات الفلسطينية حالة من الانقسام بين مؤيدٍ لهذا الطلب ورافضٍ له.

مطالب الشباب بالهجرة تأتي بسبب أوضاعهم المزرية في لبنان والحرمان الذي يعيشونه نتيجة لتعامل السلطات اللبنانية معهم، فلا حق للعمل، ولا حق للتملك ولا غير ذلك من أبسط الحقوق. ويبقى المتخرج من الجامعة عاملًا في بيته يحسب مساحة غرفه وجدرانه، أو يتحول لبائع متجول في الأزقة والشوارع لإيجاد لقمة عيشه، بعد أن استنفذ كل الطرق للحصول على عمل يلائم المدة التي قضاها في الجامعات اللبنانية.

ويعاني الشاب الفلسطيني من سياسة عنصرية بحقه بسبب جنسيته المغضوب عليها في لبنان، والنظرة الأمنية الإرهابية التي تلاحقه على الحواجز وأقسام الدولة الأمنية، وسط إعلام لبناني مشبوه يلاحقه في كل حدث وفي كل إشكال ويتهمه بهدم الخلافة وقتل الصحابة والأزمة الإيرانية والكورية والسورية والمصرية والانحباس الحراري…

ويقيم الشباب الفلسطيني مسيرات حاشدة في المخيمات للمطالبة بالهجرة الجماعية وتحقيق طموحهم، متخيلين أن الطائرات الأوروبية ستستجيب لهم وستهبط في أزقة مخيماتهم نهاية الأسبوع لتلبي غرضهم المتمثل في السفر الجماعي، في حين يغفل الكثير منهم خلفيات الموضوع السياسية التي نشر بعضها في تسريبات لخطة كيري للسلام في الشرق الأوسط والمساعي التي يقوم بها النائب السابق في المجلس التشريعي الفلسطيني محمد دحلان لحل قضية اللاجئين على طريقته مع كيري.

وتنص الاتفاقية بحسب بعض التسريبات عن حل لقضية اللاجئين بتسوية أوضاعهم في الأردن وتوطينهم هناك، في حين تحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان على الشكل التالي: يهجر جزء كبير منهم إلى الدول الغربية، وجزء صغير يوطن في لبنان، ويعود الجزء الأصغر إلى غزة والضفة تحت عنوان "لم الشمل للعائلات”.

أمام هذا الواقع الصعب الذي يحيط باللاجئين الفلسطينيين في لبنان وبين دهاليز السياسة في الغرف المظلمة التي تحاول الاستفادة من تحركات المقهورين.. يبقى السؤال.. هل خيار الهجرة الجماعية هو الحل الوحيد، وهل المفهوم الجماعي للهجرة مفهوم صحيح؟؟ للإجابة على هذا السؤال علينا النظر إلى واقع السوريين المهجرين في تركيا، فأزمتهم باتت أصعب ومعاملتهم لا تشبه معاملة البشر.

ويقول المنطق أن الدول التي ستستضيفكم بعد هجرتكم لن تعطيكم ما تريدونه فأنتم في هجرة جماعية ستقع على أكثر من 300 ألف لاجئ، وهو ليس بالرقم السهل، وسيكون مصيركم كما مصير اللاجئين السوريين في تركيا.. مخيمات جديدة تجتمعون فيها ومساعدات دولية إنسانية إغاثية تسمح لكم بالعيش والبقاء لتجميل الاتفاق السياسي المرتبط بإنهاء "الصراع العربي الإسرائيلي”.

وقبل الختام.. هل تتوقعون أن يفرش لكم السجاد الأحمر ويقال لكم.. أهلا وسهلا بكم في بلاد الحرية والمال.. أهلا وسهلًا بكم في مغارة علي بابا.. أهلا وسهلًا بكم في الجنة الدنيوية؟

مصيرٌ مجهول ينتظركم.. فالهجرة الجماعية تختلف كثيرًا عن الفردية التي تتعامل معها الدول المستضيفة، ولن تلبي هذه الدول طموحكم بسبب الاتفاق السياسي الخطير والذي يلغي حقكم بالعودة إلى دياركم الأصلية في فلسطين.

ويبقى الحل المنطقي بنظري وبنظر الكثيرين من المطلعين هو حراك شبابي فلسطيني يطالب بحقوقه في لبنان وإنصافه بعيدًا عن الفكر الطائفي والسياسي الذي يمتلكه الكثير من السياسيين اللبنانيين وأصحاب القرار.

المصدر: رابطة الإعلاميين الفلسطينيين في لبنان