القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

اللاجئون الفلسطينيون في البرازيل واستمرار المعاناة..!!

اللاجئون الفلسطينيون في البرازيل واستمرار المعاناة..!!

بقلم: جادالله صفا

منذ فترة لم يكتب احد عن اللاجئين الفلسطينين بالبرازيل، وهذا التوقف لا يعني ان حالهم اصبح جيدا، وان واقعهم تغير الى الافضل، من كان يعتقد ذلك فهو مخطئ بهذا التقدير، بالواقع ان توقفي عن الكتابة هو بعد استلامي ايميلا كان السفير الفلسطيني قد ارسله الى طرف بمنظمة التحرير الفلسطينية ووصلني عن طريق الخطأ، بهذا الايميل يحمل السفير مأساة اللاجئين الى ما كنت كتبته عنهم، وان الكتابات كانت سببا باستمرار هذه المأساة التي يمروا بها، لذلك رأيت ان اتوقف عن الكتابة فترة من الزمن عسى ان يتمكن السفير من معالجة امر اللاجئين والتخفيف عن معاناتهم.

اثناء اللقاء الاول للتضامن مع الشعب الفلسطيني والذي عقد نهاية شهر نوفمبر، حيث تواجد اللاجئون الفلسطينيون بهذا اللقاء، وامام كل الحضور تحدث العديد منهم عل احد يسمع صرختهم ومعاناتهم، كان من المفترض ممثلين عن الحكومة البرازيلية ان يتواجدوا بهذا اليوم، وفقط من كان موجود عن الجانب الرسمي هو سفير فلسطين، فأحد اللاجئين الموجودين عندما طلب منه الحديث فكان كلامه كالآتي: نتحدث لمين ونشكو أمرنا لمين، اذا كان من يتآمر علينا ويزيد من معاناتنا موجود أمامنا ويجلس على الطاولة، وهو يعني بذلك السفير الفلسطيني، فكان رد السفير مباشرة هذا كلام خطير جدا.

أعود وأقول ان الحكومة البرازيلية مسؤولة اولا واخيرا عن معاناة اللاجئين الفلسطينين، وان السفارة والاتحاد العام للمؤسسات الفلسطينية مسؤولين وشريكين باستمرار هذه المعاناة وهذه المأساة للعديد من العائلات الفلسطينية اللاجئة، لانهم لم ولا يبحثوا عن حلول ولا يهمهم ايجاد حلولا لهذا العينة، لان اي شخص بموقع المسؤولية يبحق عن حلول عندما يسمع عن مشكلة وليس ابعاد المشكلة عنه.

العام الماضي وخلال شهر آب، احد اصحاب البيوت التي تسكنها احد العائلات اللاجئة رفع دعوة قضائية لطرد العائلة من البيت الذي تسكنه هذه العائلة بسبب عدم دفع اجرة البيت لمدة ثلاثة اشهر، وتحمل رئيس الاتحاد العام للمؤسسات الفلسطينية بصفته محامي للدفاع عن العائلة، وبهذه الحالة من لا يدفع اجرة البيت لن يكسب القضية وقرار القاضي يكون لصالح رب البيت، وهو ان تقوم العائلة المستأجرة باخلاء البيت ودفع كل ما يستحق عليها كاجرة البيت والغرامات ورسوم القضية واتعاب المحامي وكل ما يحكم به القاضي، وهذا ما حصل عندما صدر الحكم القضائي على العائلة اللاجئة يوم 12/12 حيث صدر الحكم ولديها خمسة عشر يوما لتنفيذه ومغادرة البيت وتسليم البيت كما تم استلامه ودفع كل المستحقات بالطرق القانونية والا سيضطر القاضي الى اتخاذ اجراءات اخرى لاخلاء البيت ان لم تقم العائلة بتنفيذ الحكم الصادر خلال هذه الفترة. (الاجراءات الاخرى ارسال البوليس لاخراجها من البيت)

رئيس الاتحاد وبصفته محامي العائلة، يدرك بان القاضي لا يمكن ان يحكم لصالح مستأجرا متاخرا بدفع الايجار، وهو بحالة مثل هذه اي رئيس الاتحاد لم يعمل منذ اليوم الاول لتلاشي الاسوء، ولم يعمل من اجل البحث عن حل يساهم بالحفاظ على كرامة هذه العائلة المكونة من امرأة وبنتا وابنا لا يتجاوزوا ال 14 عاما من العمر.

اذن نحن امام واقع ان تكون عائلة فلسطينية مرمية بشوارع البرازيل ان لم تأخذ السفارة الفلسطينية والاتحاد العام للمؤسسات الفلسطينية اي اجراء يحد من هذه المأساة، طبعا السفير الفلسطيني تم اعلامه مباشرة بالقضية، ووجه ايميلا لرئيس الاتحاد للقيام بخطوات لتفادي الاسوء، وفي نفس الوقت اعتقد ان السفير سيحاول ان ينقل مسؤولية متابعة هذه القضية الى طرف آخر، هادفا الى تجنب التبعات المالية التي قد تزيد على عشرة آلاف دولار اذا كان التأخير بدفع الأجرة تزيد على السنة، اضافة الى مسؤولية البحث عن مسكن لهذه العائلة.

هذه الحالة، اقصد بها حالة السكن وأجرة البيوت التي يقطنها اللاجئون ستكون قضية خطيرة خلال العام القادم وبحاجة الى حلول سريعة من قبل الاتحاد وقيادته وسفارة فلسطين، لأن هناك العديد من العائلات اللاجئة تعاني من عدم قدرتها على دفع هذه المستحقات، ويوجد الآن عدة عائلات تعاني وتواجه خطر الطرد من البيوت، فاللاجئون ستقطع عنهم كل المساعدات الرمزية والعينية التي تقدمها المفوضية السامية للاجئين ابتداء من العام القادم، حيث سينتقلوا الى واقع جديد يكون اكثر سوءا من اليوم.

السفير الفلسطيني يزور اسبوعيا مدينة ساوبولو ويزور جنوب البرازيل بمعدل مرتين بالشهر، وهذه المناطق التي يتواجد بها اللاجئون، ولم يتكرم مرة واحدة بزيارة عائلة لاجئة للاطلاع على اوضاعها او حالتها، وهذا يدل على حالة الإهمال وعدم المبالاة من قبل السفارة والسفير، كذلك الهيئة الادارية للإتحاد ورئاستها وسكرتيرها لم يتكرموا مرة كل ستة أشهر لمعرفة واقع ومشاكل اللاجئين الفلسطينيين، وهذا ايضا يدل على حالة الإهمال وعدم المبالاة عند هذه المؤسسة لهذه الفئة من شعبنا.

حتى هذه اللحظة لم تأتي المفوضية او الحكومة البرازيلية او السفارة الفلسطينية بأي حل يضمن لللاجئين كرامتهم واحترامهم، فرغم كرم الحكومة البرازيلية على فلسطين الا انها كانت وما زالت طرفا أساسيا باستمرار معاناة اللاجئين رغم حكومتها العمالية اليسارية المناصرة للحق الفلسطيني دوليا، وهذا التناقض لا أستطيع ان استوعبه.

هناك من يسأل ما هو الحل؟ بوجهة نظري الحل ان تطالب السفارة الفلسطينية من رئاسة الجمهورية وليس من رؤساء البلديات ببيت لكل عائلة لاجئة، اما غير ذلك فلا حلول لواقعهم، كذلك مطالبة الحكومة البرازيلية وبقرار من الرئيسة اعطاء كبار السن الذين وصلوا سن التقاعد تقاعدا أسوة بالبرازيليين، وان تحصل العائلات اللاجئة الفقيرة على مساعدات مالية رمزية عن كل طفل تحت سن الثانية عشر، اما غير ذلك فأرى أن أي عائلة فلسطينية تطرد من البيت الذي تسكن به، ان تنقل هذه العائلة الى مقرات الجمعيات الفلسطينية ببورتو اليغري او برازيليا، وان يقيموا مخيما بقطعة الارض التي تبرعت بها البرازيل لبناء سفارة فلسطينية، حيث تصل مساحة الارض الى عشرين دونما ولا ارى الان الا هذا الحل.

المصدر: شبكة الانترنت للاعلام العربي