القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024

اللاجئون الفلسطينيون في سوريا: نحن مسكونون بأمل العودة وكل عام ونحن للعودة أقرب

اللاجئون الفلسطينيون في سوريا: نحن مسكونون بأمل العودة وكل عام ونحن للعودة أقرب


واجب/ فايز أبو عيد

"تسألني يا صديقي عن شعوري في العيد كلاجئ بعيد عن وطني" ! بهذه الإجابة الممزوجة بعلامات الاستفهام والتعجب وألم الغربة والشوق والحنين إلى الوطن يبدأ صادق عبد الرحيم كاتب وصحفي حديثه عن عيد اللاجئ الفلسطيني خارج أرضه ووطنه وما تشهده سورية من أحداث تدمي القلب، ويضيف عبد الرحيم لقد ولدت في قرية عين غزال في 10 / 2 / 1947 , وهذا يعني أنني لاجئ اسماً وفعلاً , ومتميز عمن ولد في الشتات لكونه ولد في شتاته وصار اللاجئ له اسماً. وكلانا أنا ومن ولد في الشتات نشعر باللوعة, أشعر بها لأنني طردت من وطني بعدما ولدت فيه , ويشعر بها من ولد في الشتات لأنه يسمع بوطن له لم يره. فحينما رحلت إلى دمشق بقيت روحي معلقة بأرضي تهيم في ذكرى وطني.

أما عبد الرحمن الزايط لاجئ فلسطيني يقطن في مخيم اليرموك ومن مواليد 1930 فيقول:"أنني لا أنسى طعم العيد في بلدتي وعلى أرض وطني ولا أبالغ في القول أنني ومنذ تشريدنا وطردنا من فلسطين لم أشعر يوماً بطعم السعادة فمن عاش في فلسطين وتنسم هوائها وأكل من برتقالها ولعب في بياراتها يعي تماماً ما أعنيه، ويردف الزايط يأتي عيد ويمر عيد وأنا أحلم بالعودة إلى أرض وطني أحلم أن أموت وأدفن تحت شجرة البرتقال التي زرعتها بيدي ولم أستطع أن أكل من ثمارها .

ومن جانبه اعتبر أحمد الرفاعي من قرية القباعة الذي ولد في سورية وعاش فيها ولم ير تراب فلسطين بعينه لكنه عشقها بفؤاده أن العيد يمر على اللاجئ الفلسطيني دون معنى دون بهجة وخاصة ما تشهده الآن سورية من أوضاع صعبة، ويردف الرفاعي صحيح أننا كنا نمارس كل طقوس العيد ،لكنني أشعر بداخلي أن هناك شيء يؤرقني، فالعيد بالنسبة لي فرح ممزوج بألم الغربة والفراق والحنين إلى الوطن، ومن أجل ذلك فأنا متمسك بحقي في العودة إلى دياري وقريتي التي سمعت عنها الكثير الكثير .

وبدوره رأى ماجد شحادة وهو من قرية الجاعونة أن الأعياد تمرّ علينا، ونزداد يوما بعد يوم إيماناً بأن فلسطين ستعود وسترجع وستكون لنا، وأخيرا ورغم الظروف الصعبة التي نمر بها اليوم سنقول كلّ عام وأنتم بخير فهذا حقنا وحق أهلنا بالتأكيد أن يكون الجميع بخير.. سنقول كلّ عام وأنتم على وطن، فهذا يقيننا الذي لا يتزحزح بأننا مقبلون على وطن محرر تشرق الشمس على أرضه.. سنقول " إن شاء الله بالعودة " لأن العودة منظورة ملموسة محسوسة بالنسبة لنا لن يقل يقيننا بها ولن يتغير فإيماننا كبير، بل جدّ كبير، بأن نشيد " بالعودة " سيحملنا مع الأيام على تحقيق الحلم ليكون يقينا وتحقيق الأمنيات لتكون شيئا معاشا في فلسطين..

ويعتبر صبحي خطاب ابن قرية عين الزيتون أن الأعياد تمرّ وبعادنا عن أرضنا له طعم الحنظل ويحرق القلوب حنينا وشوقا لكل حبة تراب من فلسطين، ولكن ذلك يجعلنا أكثر صلابة وتمسكاً بالعودة إليها، ويضيف خطاب نعرف كم هو صعب طعم البعاد عن الديار، ونعرف كم هو معذب هذا البقاء في ديار الغربة نعايش كل لحظة أمل الرجوع إلى البيت والشارع والذكريات والوطن الحبيب، ويختم قوله أننا رغم كل ذلك مسكونون بأمل العودة إلى ثرى فلسطين، وكل عام ونحن للعودة أقرب.

وأخيراً لا يمكننا إلا نستشهد بقول الكاتب والصحفي " طلعت سقيرق " رحمه الله عندما كتب عن شعوره بالعيد كلاجئ فلسطيني فقال:"هل من حقنا أن نفرح كل الفرح بقدوم هذا العيد أو ذاك ونحن مقيمون طويلا، وعلى مدار سنوات، في غربة ولجوء وتشرد وبعد عن الديار ؟؟.. أقول بصريح العبارة " والمانع ؟؟".. لماذا لا نفرح كما يفرح غيرنا، لماذا لا تكون ابتسامتنا بطول العيد وعرضه ؟؟.. هل علينا أن نفرش الأرض بالدموع والنواح والبكاء ؟؟.. طبعا لا.. فالشعب الحيّ المؤمن بعدالة قضيته يجب أن يكون شعبا ممتلئا بالحياة والفرح والتطلع إلى الحياة بكثير من الأمل.. وعلينا أن نسجل ببصمة كبيرة أننا أقدر الناس على الحب والفرح والحياة لأننا نناضل ونقاتل ونكافح من أجل الحياة والعيد والشمس وعودة الحق.. وابتسامتنا ستكون مثل علمنا ويقيننا وإيماننا، علامة إصرار على الحق الذي لن نتخلى عنه مهما طال الزمن، فنحن أقوى من كل اللحظات العابرة وإن تحولت اللحظات إلى سنين، فمن خلال حبنا وفرحنا وإيماننا سنزرع الأرض يقينا بالعودة".