القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

اللاجئون الفلسطينيون من سوريا الى لبنان.. بين إيثار اهلنا في المخيمات والطريق الى المجهول

اللاجئون الفلسطينيون من سوريا الى لبنان.. بين إيثار اهلنا في المخيمات والطريق الى المجهول

بقلم: الشيخ محمد الحاج

أولاً: يعذرني إخواني،ما كنت يوماً أرى الصورة القاتمة كما أراها اليوم في مأساة أهلنا المشردين من مخيمات سوريا الى مخيمات لبنان،ولم أقصد بهذا تعميم حالة اليأس، بل أردت أن أقرع الجرس في مواجهة الخطرالقادم.

ثانياً:لست هنا في سياق إعلان موقف (مع او ضد ) بل هي استعراض واقع مرير،يعيشه اهلنا المشردون.

في بداية الأزمة في سوريا وقف الفلسطينيون كافة موقف النأي بالنفس عما يجري،حرصاً على واقع أكثر من 600،000 فلسطيني مقبم في سوريا، واستفادة من التجارب المريرة التي عاشها الفلسطينيون في أحداث الكويت، والعراق،وليبيا،ودفعوا أثماناً باهظة، ودماء وانفساً،وتشريداً... واستمرت الأزمة، واستقبل الفلسطينيون في مخيماتهم إخوانهم السوريين النازحين من مدنهم وقراهم، وأحسنوا ضيافتهم،الى أن وقعت الكارثة، ووصلت النار الى المخيمات وأبرزها مخيم اليرموك , ودرعا، واللاذقية...وتعرضت لأبشع قصف،سقط جراءه عشرات الشهداء.

اتخذت العائلات الفلسطينية قراراً بمغادرة المخيمات،لكن الى أين؟ بين البحث عن ملاذ آمن في سوريا.وتشريد من مكان الى آخر!!! أو الى لبنان حيث الأقرباء والأهل أو الأصدقاء, استقبل الفلسطينيون في مخيمات لبنان إخوانهم استقبال الأخ لأخيه،وبرزت مظاهر الإيثار في كثير من الحالات،(إلا تلك الحالات التي تشوه صورة شعبنا،إذ مارس البعض الإستغلال،بلا شفقة ولا رحمة،) واستضاف البيت الواحد عائلتين وثلاثة من الأقرباء والأصدقاء يتقاسمون الحلوة والمرة..وهذا ليس غريباً على أهلنا...

لكن الإخوة النازحون لم يأتوا للإفادة من الإغاثة او المساعدات، هم ينتظرون بشوق أمل العودة الى ديارهم كما يأملون العودة الى فلسطين... والحقيقة المرة التي يجب أن نكون فيها واقعيين، أن أمد الأزمة قد يطول، فهل يبقى حالهم المأساوي؟؟

السؤال يكشف واقع الأزمة في سوريا، إذ تشير التقارير والتحليلات أنه من الصعب انتهاء الأزمة أو حسمها لصالح فريق في مواجهة فريق آخر، للأسباب التالية:

• حرص أميركا على إنهاك كافة القوى في سوريا، وتدمير مقوماتها،إذ يصعب على أي منتصر أن يفكر إلا بإعادة الأعمار وتأمين الديون والمساعدات الدولية إلا بعد الرضوخ للسياسة الغربية.

• أن اي فريق ينتصر بعد هذا الإستنزاف سيكون امامه اكثر من عشرين عاماً لإعادة سوريا الى ما كانت علية قبل الحرب،

• الإفادة الغربية من إنهاك وإضعاف الجميع،حيث تستفيد اسرائيل من قيام نظام غير قادر على مواجهة سوريا الى مابعد عشرين عاماُ

• إطالة أمد الأزمة لعدم قدرة النظام على حسم المعركة، كما أن المعارضة غير قادرة على القضاء على النظام،

• عدم رغبة المجتمع الدولي حسم المعركة،لعدم وجود شخصية تمسك زمام الأمور،خاصة لجهة الخوف من تنامي التيارات الدينية المسلحة في سوريا

وغيرها من الأسباب التي تنذر أن الأزمة في سوريا طويلة، ولن يكون هذا خلال ايام او أشهر.

هذا يعني ضرورة التفكير بكل الوسائل لتأمين مقومات حياة كريمة لأهلنا اللاجئين،من خلال تأمين المأوى،والمساعدات اللازمة التي يصعب على جمعيات المجتمع الأهلي المحلي القيام بها, ومن جهة أخرى البحث في قانونية وجودهم على الأراضي اللبنانية مع إطالة تشريدهم، وهذا ما ينبغي ان تقوم به منظمة التحرير والأنروا،مع الدولة اللبنانية. إن تدارك مخاطر استمرار بقاء الأخوة اللاجئين الى المخيمات، مهمة الجميع، وليست محدّدة بفريق دون غيره، والتحرك مسؤولية الجميع.

الأخطار من استمرار الأزمة على اللاجئين متعددة،دينية وسياسية واجتماعية،في ظل واقع مأساوي في مخيمات لبنان،تقابله الحكومة اللبنانية بالإهمال وعدم الإكتراث،فيما يقف المشردون امام الطريق الى المجهول!!!!

المصدر: موقع ومنتدى مخيمي نهر البارد والبداوي الحواري