القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

المبتلون في ضيافة المنكوبين

المبتلون في ضيافة المنكوبين

بقلم: عمر موسى
خاص/ لاجئ نت

"خرجت أم نضال وأبنائها رغماً عنها.. لم تشأ مغادرة الأرضي السورية بعدما لاحقتهم الصواريخ من مخبأ الى آخر، لكن فزع أحفدها الصغار من أصوات الصواريخ والقذائف أجبرها على الرحيل حفاظاً على أرواح أبنائها وصغارهم وعلى ما بقي من عقولهم.

هو الخوف على صغارهم إذاَ.. كي لا ينالهم مكروه، لا شيء آخر أخرجهم.. لا الجوع ولا رائحة الموت التي تفوح في كل مكان. تعيش اليوم أم نضال من دون زوجها الذي اعتقل قبل 10 أشهر ولا تعرف عنه شيئاً. تعيش في غرفتي مخزن مع 26 فرداً من ابنائها وأحفادها وأقارب لها جاؤوا الى مدينة طرابلس ولا يعرفون فيها أحداً. كادوا أن يناموا على الطريق لولا أنهم لجؤا الى جمعية تساعد اللاجئين السورين فقط غمن ير الفلسطينين وصادف وجود موظفة فلسطينية من مخيم نهر البارد تعمل لدى الجمعية. فاتصلت بوالدها مقترحة عليه تأمين مأوى لهم عندما أيقنت أن الجمعية لن تساعدهم بسبب جنسيتهم.

طغى مفهوم متعددو اللجآت على اللاجئين الفلسطينيين بعد تكرار مشاهد اعادة التهجير للاجئين الفلسطينيين خارج وطنهم، وجرى ذلك الحرب الاهلية اللبنانية وحرب العراق والخليج.. واليوم سورية.

أما في مخيم نهر البارد المدمر منذ 6 سنوات ونصف، فيواجه النازحون الفلسطينيون أزمة سكن فيه. فالمخيم القديم لا يزال تحت إعادة الاعمار، أما في المخيم الجديد حيث يسكن غالبية الاهالي من الشقين القديم والجديد) لا تكاد تجد منزلاً أو شقة سكنية شاغرة. فناك سكان من مخيم نهر البارد ما يزالون يسكنون في الكاراجات والمخازن وآخرين يسكنون في البركسات (البيوت المؤقتة) الحديد والباطون.

صحيح أن بيوت الأقارب ضيقة لكن صدورهم كانت أوسع لإيواء ذويهم، فيحتضن المخيم حالياً نحو 230 عائلة أي أكثر من ألف نازح.

كذلك هبت مجموعة من الشباب لمساعدة اللاجئين، حيث قاموا بجمع الأموال من المنازل والمحال التجارية، واشتروا بها أجهزة تدفئة وقدموها لهم.

تعرض بعض اللاجئين لاحتيال من سائقي سيارات الأجرة (التاكسي)، وتشكو لينا من ارتفاع التكلفة فعندما يعلم السائق أن الركاب غرباء عن المنطقة يأخذ أسعاراً أضعاف التعرفة الحقيقية. هم فقط يعرفون أن المعيشية في لبنان أغلى من سورية، لكن لا يعرفون التكاليف بالضبط.

اما في مخيم شاتيلا المختنق والمزدحم لا يستطيع النازحون من مخيم اليرموك إيجاد ملجأ يسكنون فيه، معظمهم يسكن حالياً عند أقاربه.. غير أن آخرين لجأوا الى المساجد والبيوت المتهالكة وبعض المراكز الخدماتية ليناموا فيها.

الفصائل الفلسطينية الفاعلة سارعت الى تقديم مساعدات مالية وعينية، فقامت حركة الجهاد الاسلامي بصرف أموال للعائلات المهجرة، وقاموا بحملة لجمع الملابس المستعملة الجيدة لتقديمها لهم. كذلك قدمت حركة حماس مؤن ومواد غذائية بالاضافة الى بعض الادوات المنزلية والفرش.

وأخيراً يقيم اللاجئون بالتعاون مع بعض القوى السياسية والنشطاء باعتصامات احتجاجية أمام مقرات الأونروا لمطالبتها بتحمل مسؤوليتها الكاملة بتأمين السكن اللائق وكافة الاحتياجات الاساسية وخاصة العلاج.