المخيمات الفلسطينية على موعد لعمليات انتحار جماعية بعد انتحار فلسطيني في
برج البراجنة
بقلم: حنين العبد
مضت أربعة أيام على انتحار الشاب الفلسطيني علي عويد، ولا زالت وجوه أهل مخيم
برج البراجنة مكفهرة من شدة القهر والألم لما حصل لابنهم.
فعلي الشاب المتزوج والذي لديه أولاد يريد فقط أن يطعمهم، وقد مات بدون أن يدفع
إيجار منزله وذلك لأنه لا يعمل منذ قرابة أربعة أشهر، وكان يحاول مراراً وتكراراً الحصول
على عمل حسب ما قالته زوجته المفجوعة لما حصل لزوجها وما سيحصل لها بعد ما فقدته، فهي
التي ستتحمل مسؤولية أولادها في بلد أقل ما يقال عنها أنها بلد كل الناس إلا الفلسطيني،
فمنذ لجوء الفلسطيني إلى هنا ولم يشعر قط بأنه منتمي لها بل هو الغريب والأجنبي والمدفون
في حياة لا يستحقها إلا الأقوياء ولا تعير اهتماماً للضعفاء أمثال علي الذي جلّ ما
يفكر فيه هو قوت عياله.
فأغيثنا أيها العالم، أغيثونا يا فصائلنا وتنظيماتنا السياسية العريقة قبل أن
تستيقظوا في يوم لتشهدوا انتحارات جماعية عنوانها ” لقمة العيش”، فهذا الشاب قرّر أن
ينهي حياته لأنه لا يملك ثمن طعام ولا يملك ايجار المنزل الذي يسكنه، عاش فقط ليحلم
بهذه الحقوق البسيطة ومات ولم يحققها، فهو لم ينتحر لأن سيارته باهظة الثمن يوجد مثلها
مع صديق له، ولم ينتحر لأن شركاته العالمية خسرت أسهم في البورصة، ولم ينتحر لأنه خسر
منصب هنا أوهناك، فهو انتحر لأن الظلم والاضطهاد فاق قدرته على تحمل هذه الحياة التي
لا يستحقها الفلسطيني اللاجئ المنفي في بلاد يقال عنها شقيقة وعربية واسلامية.
فهو انتحر لأن التنظيمات والفصائل والأحزاب الفلسطينية لا تكترث له إلا إذا
كان مبايعاً وفي صفوف عناصرها.
وهو انتحر لأن المؤسسات الاجتماعية والإغاثية لا تقدم له مساعدة لأنه قادر على
العمل، ولكن ممكن أن تكفل له أولاده اذا توفى، لأن ادارايات اليتيم تزيد من أرباح المؤسسة.
فهو انتحر وقرّر الرحيل إلى خالق العباد لإنه سيكون أرحم عليه من العباد.
فأغيثونا يا صناع قراراتنا قبل أن يقدم آخر ويتخذ قرار بإنهاء حياته، فإن الإثم
الذي ارتكبه علي بالإنتحار تتحملون وزره جميعاً.
أغيثونا قبل أن يصبح الانتحار وسيلة من وسائل التخفيف عن النفس، أغيثونا قبل
أن تصبح المخدرات وحبوب الهلوسة هي الطبق الرئيسي لشبابنا يحاولون فيها أن يهربوا من
حياة لم تجرب كل قسوتها إلا عليهم وذلك لأنهم لاجئين فلسطينيين .
أغيثونا يا مشايخنا وعلماءنا الأجلاء، انزلوا للميدان واخرجو من مساجدكم وتفقدوا
الرعية، أليس كل راع مسؤول عن رعيته، انشروا الإيمان والصبر بين الشباب قوموا بدوركم
السامي عسى الله جل علاه أن يرفع المقت والمصائب والغضب عنا جميعاً فلقد وصل شبابنا
لمرحة الكفر.
أغيثونا قبل أن تصبح المخيمات الفلسطينية مقبرة مفتوحة لكل مظلوم.
المصدر: رابطة الإعلاميين الفلسطينيين، 10-4-2013