المخيمات الفلسطينية في عين العاصفة مجدداً..
بقلم: هيثم أبو الغزلان
يتصدّر الوضع الأمني المشهد في لبنان، فبعد الانفجار
الذي استهدف الرويس في الضاحية الجنوبية لبيروت، وأدى لمقتل 25 شخصاً، بدأت الإشاعات
تأخذ دورها في محاولة لبث الفتن في العديد من المناطق اللبنانية والضرب على وتر الخوف
لدى الناس. فكثُرت الإشاعات عن وجود متفجرات في سيارات متعددة في مناطق مختلفة في لبنان،
أو حقائب ملغومة مُعدّة للتفجير.. والتداعيات التي حصلت تشير وبشيء من الوضوح إلى أن
البعض يحاول استدراج المخيمات الفلسطينية والفلسطينيين في لبنان لأن يكونوا وقود حرب،
من خلال إتهام بعض الشباب الفلسطيني المتحمس في أعمال لا تخدم القضية الفلسطينية، ولا
الوجود الفلسطيني في لبنان الذي أبقى على القضية الفلسطينية حية في ضمير الأمة كلها
من خلال التمسك بحق العودة إلى الديار ورفض التوطين أو التهجير وكل مشاريع تصفية القضية
الفلسطينية، ورفض محاولات الإنجرار الى اتون الازمة الداخلية اللبنانية.
وإذا كان موجوداً بعض الشباب الفلسطيني المغرر به
والمندفع بتهور للقيام بتنفيذ بعض أعمالٍ لغير صالح القضية الفلسطينية، فهذا لا يعني
أن الفلسطينيين يقبلون بذلك!! لأن الشعب الفلسطيني لديه قضية يجب أن تبقى هي البوصلة
التي توجه جهادنا وحركتنا باتجاه القضية الجامعة باعتبارها قضية وطنية وإسلامية وقومية
وإنسانية، ولا ينبغي بحال من الأحوال أن تكون عامل تشرذم وفرقة وخلاف.
وفي المقلب الآخر، يسعى البعض لاستغلال هذا الأمر
السابق ذكره في سبيل إحداث المزيد من الضغط على الفلسطينيين والمخيمات الفلسطينية.
تلك المخيمات التي أعلنت في أكثر من مناسبة أن أمنها هو جزء من الأمن اللبناني، وما
يصيب اللبناني يصيب الفلسطيني.. كذلك أكد مسؤولو الفصائل الفلسطينية بكافة أطيافهم
وانتماءاتهم السياسية والفكرية الحياد الإيجابي في أية أزمة لبنانية داخلية. وأكدت
ذلك الوقائع المختلفة عبر التعاون مع الجانب اللبناني، والتزام سياسة النأي بالنفس
في أحداث عبرا الأليمة، وغير ذلك الكثير مما ساعد في معالجة بعض القضايا بسلمية وهدوء..
وكذلك أعلن ممثلو ومسؤولو الفصائل الفلسطينية في زيارة لمكان التفجير الإجرامي في الرويس
رفض الفلسطينيين لهذا العمل الإرهابي، والتبرؤ من كل فلسطيني يثبت تورطه في هذا العمل
الجبان، والرفض المطلق لأي عمل يضر بالأمن اللبناني، باعتبار أن الفلسطييين هم جزء
من هذا الأمن، وما يعكر صفو اللبناني بالتأكيد ستكون له ارتداداته على الجانب الفلسطيني.
ومن هنا، فإن القلق الذي ينتاب أهل المخيمات، وخصوصاً
في برج البراجنة وعين الحلوة، هو مما يجري إشاعتُه في الاعلام وتضخيمه وكأن المخيمات
هي شوكة في خاصرة المقاومة، وليس أهل المخيمات من ذهبوا إلى الرويس مستنكرين، ورافعي
الرأس بأنه رغم ما حصل من اعتداء اجرامي فإن أهل الضاحية لا زالوا مع فلسطين يدورون
حيث تدور.
وبناء على ما تقدم، فإننا نطالب وسائل الاعلام المختلفة
بتوخي الدقة في النقل، وتحرّي الصدق في الأخبار حتى لا تكثُر الاشاعات، ويصبح القلق
سيد الموقف.