المصالحة ومسؤولية الدفاع عن الأقصى
بقلم: عصام شاور
بادر خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بالاتصال
بالرئيس محمود عباس؛ لبحث موضوعي المصالحة والخطر الداهم على الأقصى، وتلك خطوة حكيمة
تتخذها حماس في أشد الأوقات التي تمر على الشعب الفلسطيني، من جانب آخر أكد عزام الأحمد
رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي أن الرئيس كلفه بالاتصال بحماس من أجل اتخاذ خطوات
عملية لتحقيق المصالحة، عادًّا وحدة الصف شرطًا أساسيًّا للدفاع عن المسجد الأقصى وإنهاء
الاحتلال.
كل ما سبق ذكره جميل ومنطقي، ولكنها ليست المرة الأولى ولا
المرة العشرين التي يتحدثون فيها عن جهود لتحقيق المصالحة منذ انقسام 2007م حتى تراكمت
على شعبنا في غزة والضفة أعباء بات من الصعب الصبر عليها أو التعايش معها، ولذلك نقول:
إنه من الأفضل للجانبين: حماس وفتح أن تكون جهود المصالحة هذه المرة جادة ومختلفة عن
سابقاتها؛ حتى لا يفقد الشعب ما تبقى عنده من ثقة في المصالحة، وفي القيادة، وفي إمكانية
الخروج من النفق المظلم، وما يمكن أن يترتب عن ذلك مع اليأس والغضب الشعبي المتصاعد.
الأحمد تحدث عن ضرورة الوحدة الفصائلية، ولكنني أرى أيضًا
ضرورة الاهتمام بوحدة من نوع آخر، أجدها أصبحت مستهدفة بعد تفتيت المشاعر الشعبية على
أساس فصائلي، إنها الوحدة على أساس الجغرافيا؛ فهناك من يريد إثارة النعرات بين الضفة
وغزة، مستغلًّا الظروف القاسية التي تعيش فيها غزة مقارنة بالضفة، ومستغلًّا أيضًا
ضعف المقاومة في الضفة مقارنة بغزة، وقد سبق أن قلنا: إن تلك الظروف فرضها الاحتلال
بالدرجة الاولى، وكان الانقسام أحد مظاهرها.
نحن نعلم أن غزة دفعت ثمنًا غاليًا لتصديها لجرائم المحتل،
ولإحباطها السياسة التوسعية التي ينتهجها؛ فكانت غزة رأس الحربة في الدفاع عن فلسطين
وعن الأمة العربية، ومع كل ذلك إن المقاومة في غزة لن تتخلى عن الضفة أو عن الأقصى،
كما يحاول بعض المشبوهين أو المضللين ترسيخه في الأذهان.
إن المقاومة في غزة هي التي تحدد كيف ومتى سترد على جرائم
الاحتلال، ومن حقها الآن أن تلملم جراحاتها وتبني ما دمره الاحتلال، أما الضفة فإن
تدنيس المقدسات هو أكبر حافز لبث روح المقاومة فيها.
المصدر: فلسطين أون لاين