المصطلحات والمفاهيم السياسية
الفلسطينية.. "مخيم اليرموك"
رأي القدس برس
"مخيم اليرموك": هو مخيم
للاجئين الفلسطينيين أنشأ في سورية عام 1957 لتوفير الإقامة والمسكن للفلسطينيين
بعد عمليات التهجير القسري وعمليات التطهير العرقي التي ارتكبتها العصابات
الصهيونية بعد نكبة فلسطيني 1948، والتي فقد فيها الشعب الفلسطيني كل مقومات
الحياة.
وأقيم المخيم الذي يعتبر "عاصمة
فلسطينيي الشتات"، كونه أكبر تجمع للاجئين الفلسطينين، على مساحة تقدر 2.1
كيلو متر مربع، ويبعُد نحو ثمانية كيلومترات عن العاصمة السورية دمشق، ويعتبر من
ضمن حدود المدينة.
وبمرور السنوات قام اللاجئون بتحسين
مساكنهم وإضافة الغرف إليها، لا سيما وأنه غير منصف بشكل رسمي من قبل وكالة غوث
وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
يزدحم المخيم بالمساكن الاسمنتية
والشوارع الضيقة، ويكتظ بالسكان ولا يقتصر سكانه على اللاجئين الفلسطينيين فقط بل
يضم عدد كبير من السوريين الذين ينتسبون للطبقة الفقيرة.
وبشكل عام تبدو الظروف المعيشية في المخيم،
قبل اندلاع الثورة في سورية، أفضل من باقي المخيمات الفسلطينية في سورية، حيث يقطن
في المخيم نحو 148 ألف لاجئ مسجل.
في أحداث 2011 - 2013 كان المخيم نفسه
ملجأ لكثير من أهالي ريف دمشق وأهالي أحياء العاصمة دمشق التي تعرّضت للقصف خلال
المعارك الدائرة بين القوات النظامية والثوار، كمدن ببّيلا ويلدا في الريف وكأحياء
التضامن والحجر الأسود والقدم والعسالي وغيرها، وبقي المخيم آنذاك هادئا نسبياً
وبعيداً عن التوترات، لكن وفي منتصف شهر كانون الأول من العام 2012 بدأت حملة
عسكرية على المخيم بعد تقدم قوّات المعارضة من الأحياء الجنوبيّة في دمشق، فقصف
جامع عبد القادر الحسيني في المخيم والذي كان يؤوي الكثير من النازحين من الأحياء
المجاورة وسقطت العديد من الأشخاص بين قتيل وجريح، ثم اندلعت اشتباكات بين طرفي
النزاع، الجيش النظامي السوري والجيش الحرّ مع بعض العناصر الفلسطينية التي انشقّت
عن اللجان الشعبية التابعة لأحمد جبريل، تلا ذلك تمركز للدبابات عند ساحة البطيخة
في أول المخيم، عندها بدأت موجة نزوح للأهالي بأعداد هائلة.
يستمر إلى يومنا هذا الحصار الخانق على
المخيم ومنع المواصلات وسيارات الأجرة، ويتواصل إغلاق المشافي والمدارس، بالاضافة
إلى قطع التيار الكهربائي منذ اكثر من ثلاثة أشهر بشكل متواصل وصعوبة الظروف
المعيشية تدفع السكان إلى الهجرة الداخلية او إلى الدول المجاورة.
وتشير المعطيات إلى نزوح نحو 80 في
المائة من سكان المخيم منذ أيلول (سبتمبر) 2012 وبقي نحو ألفي لاجئ فلسطيني في المخيم.
وبعد ذلك بعام، تم فرض حصار مشدد على
المخيم، كان ضحيته حتى الآن وفاة ثلاثة وثلاثين شخصًا بسبب الجوع.