ياسر علي/ مدير عام مؤسسة العودة الفلسطينية
أسبوع نقابي مذهل، ومطلبي بامتياز، قاده اتحاد
المعلمين، وآزره الطلاب وأهاليهم.
اعتصم المعلمون في مقر الأونروا الرئيسي في
بيروت، وناموا في العراء، مصرّين على تحقيق المطالب.
اثبتوا أنهم قادة الأجيال ومُربّوها. وأعادوا
زمن المعلمين الكبار. واستشرفوا عهداً جديداً سيكون مشرقاً إن شاء الله.
من قلب المجتمع خرجوا ولخدمة المجتمع اتّحدوا.
أعرف معظمهم، فمن هؤلاء الأساتذة زميل الدراسة فتح، وزميل المسجد رمزي، وزميل
الرياضة بلال، وابن البلد وليد، والجار حسان.. والبقية أصدقاء كرام.. خرجوا من
بيننا ليحافظوا على أبنائنا ومستقبلهم.
رأى الأهالي صُوَر المعلمين نائمين على الأرض.
يُصلّون جماعة. يأكلون السندويشات. يُطلون من خلف السياج الشائك (كأنهم أسرى
يحاكمون سجّانيهم).
رأوا الإرهاق والتعب على وجوهم وأجسادهم،
يقابله الإصرار والصمود.
فجاؤوا لمؤازرتهم اليوم، جاءت البنات والأبناء،
والزوجات والإخوة والأخوات، والأمهات والآباء.. وجاء الطلاب، نعم جاء الطلاب
ليدعموا معلميهم في دعمهم الطلاب. ورجعوا جميعاً معاً متّحدين ومنتصرين..
لم يسألوا عن رواتبهم وراحتهم، حملوا هَمّ
تعليم الأجيال، وتحقيق نجاح أبنائنا. لم ينسوا الصفعة التي سببها إهمال الإدارة
لطلاب البريفيه في الامتحانات الرسمية. أصرّوا على استدراك الخلل قبل أن يفوت
الأوان.
المجتمع الذي يقوده المعلمون ذوو الضمائر
الحية، لن ينهزم وسينتصر.. سينتصر.