المقاومة من
رام الله إلى القدس
بقلم: إياد القرا
عمليتان فدائيتان نفذتهما
المقاومة في مدينتي رام الله و القدس مع بدء شهر رمضان المبارك، تحملان رسائل متعددة،
وتمثلان امتداداً لعمليات المقاومة الفردية والجماعية خلال العام الماضي، ومنذ انطلاق
الشرارة لهذا النوع من المقاومة، وخاصة بعد جريمة القتل البشعة التي نفذها المستوطنون
ضد الطفل المقدسي محمد أبو خضير.
دلالات العمليتين الجديدتين
أن الأولى نفذت في مدينة رام الله، وبطريقة اعتبرها الاحتلال احترافية ومن قام بها
يتصف بالبراعة في التمويه، لذلك نقل جيش الاحتلال التحقيق في العملية إلى جهاز المخابرات،
بعد عجزه عن الوصول الميداني لمنفذ العملية، الذي يبدو أنه قد فلت من الملاحقة.
وجهت عملية رام الله صفعة
جديدة لمشروع التنسيق الأمني في الضفة الغربية وتحديداً مدينة رام الله التي ينشط فيها
التنسيق الأمني، ويراد لها تغيير هويتها الفلسطينية من خلال بعض مؤتمرات التطبيع، وبعض
مهرجانات الرقص والغناء، والمزيد من التنسيق بين الأجهزة الأمنية والاحتلال الإسرائيلي.
الصفعة الثانية التي وجهتها
عملية رام الله أنها تأتي بعد الفوز الكاسح الذي حققته الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت
التي اعتقدت الأجهزة الأمنية أنها معقل لحركة فتح، لتكتشف بعد ذلك أنها معقل لحركة
حماس، وأن الفوز تم تأييداً لمشروع المقاومة ورفضاً لسياسة التنسيق الأمني ومشروع التسوية
مع الاحتلال.
الصفعة الثالثة التي تلقتها
الأجهزة الأمنية، عجزها عن الوصول للفاعل الذي يرجح أن تكون حركة حماس من تقف خلف تلك
العملية، وأن البيان الذي صدر باسم مجموعات الشهيدين عامر أبو عيشة ومروان القواسمي
ويتبعان لكتائب القسام يؤكد ذلك، وخاصة أنها تأتي في ذكرى عملية خطف الجنود الثلاثة
في الخليل قبل عام رداً على جريمة الطفل أبو خضير ومحاولة لإطلاق سراح الأسرى في سجون
الاحتلال.
عجز الأجهزة الأمنية في
طرفي التنسيق الأمني الإسرائيلي والفلسطيني عن الوصول لمنفذي العمليات المنظمة إلى
حد ما، يترافق مع عجز آخر لهما في مواجهة العمليات الفدائية الفردية والتي ينتمي غالبية
منفذيها فكرياً للحركات الإسلامية، وآخرهم منفذ عملية القدس ياسر ياسين طروة من الخليل
الذي اختار باب العمود في القدس لتنفيذ عملية الطعن، وهو من نشطاء الكتلة الإسلامية
التابعة لحماس.
العمليتان تثبتان فشل سياسة
التنسيق الأمني، وحملات المطاردة التي يقوم بها الاحتلال تحت عنوان "قص العشب"،
وأن تراكم عمليات المقاومة المنظمة والفردية، يؤكد أن الضفة الغربية تعيش مراحل متتالية
من الغضب تجاه الاحتلال، وأن توجه الشبان الفلسطينيين نحو العمل المقاوم وتغيير الواقع
يتصاعد يوماً بعد يوم، وإن كان يبدو للبعض أنه بطيء، لكنه يمر في أفضل مراحله، ويشمل
كافة المدن وتحديداً من رام الله والقدس.
المصدر: فلسطين أون لاين