القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

النازحون من سوريا الى لبنان: صدمة وصفعة لم يصحوا منها بعد؟

النازحون من سوريا الى لبنان: صدمة وصفعة لم يصحوا منها بعد؟

بقلم: عبير نوف

نازحون لم يذوقوا مرارة التشرد والحاجة والسؤال من قبل، عاشوا حياة كريمة في بلد كان لهم مأوى ووطنا أخر،منحهم حقوق المواطن السوري، من طبابة وعلم وتملّك. هكذا عاش الفلسطيني السوري فوق الأراضي السورية ومخيماتها الى أن بدأت حرب سوريا وبدأ معها تشرّد فلسطيني أخر بعنوان "من سوريا الى لبنان".

عام 2006 – إثناء حرب تموز- حرب اسرائيل على لبنان وحزب الّله، إستقبل السوريون النازحين من لبنان افضل استقبال وخير مضياف لدرجة أنهّم لم يشعروا بالغربة وهول الحرب، ولكن ماذا عن نازحين 2012-2013 من سوريا الى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ما هو واقع الحياة التي يعيشون؟ ما هي متطلباتهم وأحتياجاتهم ؟ من المسؤول عنهم كشعب فلسطيني؟

حياة مأساوية ينوح القلب لحالهم قبل أن تدمع العين، في مخيم البرج الشمالي ما يفوق الألف 1000 عائلة، مسنّون وأطفال وعجز- ذوي أحتياجات خاصة، ومرضى بعضهم يعاني من أمراض مزمنة كالقلب، الضغط، السكري، الربو، التلاسيميا وغيرها عدا عن الأمراض العارضة، من أين يحصلون على الدواء في ظل حياة أقتصادية صعبة، الأنروا تعجز عن سدّ الحاجة للاّجئين الفلسطينيين في لبنان، 63.4% يشكون من نقص الدواء في عيادة الأنروا، فالدواء لا يكفي لنصف الشهر فكيف مع أعباء جديدة واعداد متزايدة، عدا عن نوعية الدواء الغير موجودة في صيدلية العيادة ف 53.6% يشكون من اضطرارهم لشراء الدواء على حسابهم الخاص هذا أن توفر لهم سعر الدواء. أضافة الى غياب الأطباء الأخصائيين في عيادة الأنروا وخاصة لذوي الأحتياجات الخاصة الّذي لم يشملهم العلاج والدواء الخاص لحالتهم.

أمّا محمد نازح في مقتبل العمر،متخصص في مجال الأعلام، الحزن لا يفارق عينيه تكبّله الحاجة وعزة نفسه تمنعه، بعد أن كان صحفيا وصاحب مصلحة خاصة يتولى امور والده المريض وأخته المقعدة التي تحتاج لأدوية شهرية دائمة لا يقل سعرها عن 400$،وعملية جراحية بتكاليف باهظة، عدا أمه وأخوته الصغار، يبحث عن عمل لكن دون جدوى، فشهاداته فقدت مع منزله في الحرب وليس هناك وظائف لفلسطيني لبنان’ فكيف لنازحي سوريا.

مثله كمثل الكثيرين، ذو شهادات جامعية وتخصصات لكن لا فرص لهم للوظائف والعمل، فما دور الأنروا ومنظمة التحرير الفلسطينية في معالجة أوضاع النازحين وكيف تستطيع تأمين حاجة هؤلاء العائلات قبل أن يقتلهم اليأس والحرمان، حرام على شعب أن يبقى تاريخه التشرّد والشتات والحاجة والسؤال، والأزمة كما يبدو طويلة، لذا على الجهات المعنيّة من لجان اهلية،وشعبية، والتنظيمات الفلسطينية،والأنروا دراسة الوضع وايجاد حلول دائمة طويلة الأمد نسبيا، والعمل على تفعيل طاقات الشباب واستثمارها.

كما على الأهالي وأصحاب المحلات التجارية والبيوت الرأفة بالنازحين فلا تنسوا بأنّهم شعبنا الفلسطيني، وجعهم وجعنا ومعاناتهم معاناتنا.

ولا تنسوا قول نبيّنا محمّد (صلى الله عليه وسلم) "مثل المؤمنيين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى". صدق رسول الله

المصدر: البراق – عدد آذار