القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

النفير الى فلسطين

النفير الى فلسطين

رشيد حسن

دلالات ومعان كثيرة، تحفل بها المظاهرات الشعبية السلمية، المقررتنظيمها على حدود فلسطين المحتلة في ذكرى النكبة في الخامس عشر من الشهر الحالي، فتوجه جموع اللاجئين وشباب الامة وفعالياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية الى فلسطين، يؤكد ان هذا الشعب وهذه الامة العظيمة لم تنس وطنها، ولن تنسى حقها في العودة ، وفي المقاومة ، لدحر الغزوة الصهيونية والفاشية، ويؤشر الى تداعيات الثورات الشعبية العربية المجيدة، وخاصة التونسية والمصرية التي اعادت الروح للأمة، وذكرتها بحقوقها المغتصبة، وباوطانها المستباحة، وبصراعها الوجودي مع العدو الصهيوني.

وبشيء من التفصيل.. نشير الى ان تحقيق المصالحة الفلسطينية، وبهذه السرعة القصوى، وبشكل فاجأ الجميع، يؤكد ان مصر الثورة، غير مصر مبارك، وان فجرا جديدا أطل على النيل، فاستعاد مجراه، وعلى بهية، فاستعادت كبرياءها، وعادت الى أمتها، في صدر البيت تدافع عن قضاياها، وعن كرامتها المهدورة.

ثوار مصر المعمورة، وتونس الخضراء، هم من هتفوا في ميدان التحرير، وشارع بورقيبة (الشعب يريد تحرير فلسطين)، بعدما فتح ابن علي ابواب تونس للموساد، وارتضى مبارك ان يقوم بدور الوسيط، او بالاحرى السمسار لتصفية القضية الفلسطينية، وضرب المقاومة في لبنان وغزة، وتضييق الحصار على الشعب الفلسطيني لجره الى مربع الاستسلام.

ندعو شباب الثورات العربية في كل العواصم والمدن من المحيط الى الخليج ، الى احياء ذكرى نكبة فلسطين، بمظاهرات مليونية تهتف لتحرير فلسطين، وتجدد العهد والوعد لطرد الغزاة ، وتحرير القدس والاقصى، وتطالب الدول العربية بقطع علاقاتها بالعدو الصهيوني ، والتوقف عن التطبيع، والعودة الى المقاطعة الاقتصادية، والالتزام باحكامها الصارمة، بعد ان ثبت ان العدو غير معني بالسلام ولا بالمعاهدات، وانما معني بتحقيق مشروعه الصهيوني الاستئصالي، القائم على احتلال فلسطين، كل فلسطين، وتحويل الشعب الفلسطيني الى اقلية، ومجرد عبيد في امبرطوريته.

ندعو اللاجئين وعددهم 6 ملايين لاجيء في اربعة ارجاء المعمورة، ان يعلنوا الحداد في هذا اليوم، ويحتشدوا على حدود وطنهم ، وقذف جنود العدو بالحجارة، ويرفعوا الرايات السوداء، وينظموا المظاهرات السلمية ضد سفارات العدو وحليفته واشنطن، ليذكروا العالم كله بمأساتهم التي مضى عليها 62 عاما، وبالكارثة التي حلت بهم وفرضت عليهم النفي الابدي الى اقاصي المعمورة.

باختصار.. نذكر بما نشرته صحيفة «هارتس» الاسرائيلية في وقت ليس ببعيد، نقلا عن محاضر اجتماعات مجلس الوزراء الاسرائيلي، الذي عقد برئاسة ليفي اشكول في الخمسينيات من القرن الماضي، حيث تورد الصحيفة بان اشكول وجه استفسارا الى وزرائه وخاصة وزير الدفاع (ديان)، ورئيس الاركان (رابين) عن استعدادت اسرائيل فيما لو فكر لاجئو قطاع غزة بالعودة الى مدنهم وقراهم التي طردوا منها بالقوة المسلحة، فخيامهم المنصوبة على الحدود لا تبعد اكثر من 2 كلم عن هذه المدن.

وكانت المفاجأة ان الجميع اقروا ان هذه الفكرة لم تخطر على بالهم،. ولكن اذا عبروا الحدود سنطلق عليهم النار، كما قال رابين، فيخافوا ويتراجعوا.. ... واذا لم يتراجعوا سال اشكول، فاجاب رابين حينها لكل حادث حديث.

فهل يعيد التاريخ نفسه؟!

المصدر:الدستور