النكبة التاسعة والستون ام تسع وستون نكبة؟
.. عروس النكبة الحاجة فضة
رشا إبراهيم/ لاجئ نت
نكبة فلسطين تلك الجرح المفتوح في قلوب
كبارنا، تمر ذكراها خلال الشهر الجاري تاركة وراءها ٦٩ نكبة للشعب الفلسطيني حيث يتذكر
كبارنا اللحظات الفاصلة التي قبلها كان اسمهم فلسطينين وبعدها أصبحوا لاجئين وتبقى
المخيمات خير شاهد ودليل على الـ٦٩ نكبة مرت بهم تاركة حنين لا يهدأ ونحيب لا ينقطع.
عروس قصتنا التي مازال وشم عرسها يعتلي
وجهها الحاجة فضة من بلدة الجش التي أصرت على إرتداء الثوب الفلسطيني المزركش قبل ان
تحدثنا عّن عرسها الذي احتفلت به قبل النكبة بيومين.
تقول : تزوجت وانا ابنة ١٣ عاماً ورزقت
بتسعة اطفال ولدتهم في لبنان ،اما عّن عرسها حدثتنا متنهدة مستحضرا صورة الماضي سويت
عرس حكت عنه البلدة كلها حيث قام اهل القرية بتحضير الولائم لمدة أسبوع والدبكة والأغاني
اما ثوب عرسي اخ اخ على ثوب عرسي كلّف زوجي عشر ليرات وقمطة راسي (غطاء الرأس) بكى
(كان) معلق فيه ليرات ذهب لأني غريبة من قرية اخرى.
يومها المرحوم ابو ابراهيم شافني هو وجاي
على بلدتنا ليشتري علف لحماره وانا كنت بساعد دار سيدي(جدي)،بحواش(قطف) الزيتون ، وراح
وسأل لمين هديتش(تلك) البنت الشقرا دلّوه على بيتنا وبعدها بيومين بعث وجاهة على دارنا.
في بادىء الامر رفض والدي الأمر لأنه غريب
من قرية إبل القمح إلا ان اصرار زوجي وتدخل الاكبارية لين راس أبوي.
فوافق والدي ولكن طالبه بمهر مرتفع تم الإتفاق
بين جاهة ابو ابراهيم على يوم التقبيضة(دفع المهر)،فقدم اهلي الذبائح والحلويات البلدية
والكعك والقهوة وقاموا بتحديد موعد الزفاف استمرت خطبتنا خمسة أشهر لم أرَ زوجي الا
مرة واحدة احنا ناس محافظين والعروس ع مجلاها ما بتعرف مين بيتولاها.
جاءت ليلة الحناء أقمت حفلة صغيرة وضعوا
الحناء على راحة يدي تحت منها شرائح من العجين والورد ولفوا ايدي للصبح.
وفِي الصباح اخدوني على حمام البلدة جهزوني
وقاموا بغسلي بالماء والورد
وهن يغنين : يا مغسل العرسان بالله عليك
لا توجع العرسان بدعي عليك
وارتديت فستان العرس وغنوا ورقصوا ونقطوني
اشي مصاري واشي زيت واشي رز وكانت عادة النقوط تتمم حيث يتقدم صاحب النقطة عند العريس
ويقول : خلف الله عليك ويا فلان وهاد نقوط منك للعرسان.
وجاء زوجي واهله لأخذي على الحصان وهو يرتدي
العباءة الفلسطينية المقلمة ويضع الحطة على راسه بعد وهم يغنون:
ياما مشينا من بلد لبلد نحنا خطبنا بنت
مير (امير) العرب وكلينا واحنا وواقفين كلينا ياابو العروس راعي الشرف راعي الناموس
واسمحلنا بهالعروس.
وعندما وصلت الى قرية زوجي غنت النساء لزوجي
مكتوب على ورقة التوت والزيتون الي ما بيوخذ بنت عمه يبات محزون
وما يغرك زينها وبياضها بكرة بالحصيدة بنشوف
افعالها.
بعد مضي يومين على زواجي احتلت قرية ابل
القمح هربنا من الاحتلال عند دار خاله حيث اسموني بومة معتبرين اني نذير شؤوم ومن هناك
توجهنا الى لبنان حيث قضينا الليلة الاولى تحت درج ومن ثم انتقلنا الى مخيم المية ومية
أما اهلي فقد قتلوا جميعاً بالمجازر الصهيونية وأقاربي منهم من جاء الى لبنان ومنهم
من آثر البقاء في سوريا.
وختمت قائلة ما بنتخلى عّن الارض مادامت
السموات والأرض