الهنود الحمر يحتلون " إسرائيل"
بقلم: غسان مصطفى الشامي
تتواصل الهجرات اليهودية الصهيونية إلى
الكيان " الإسرائيلي" في كل عام رغم انخفاضها خلال الأعوام القليلة الماضية
وذلك بحسب مراكز الأبحاث " الإسرائيلية" حيث لازالت الوكالة اليهودية الصهيونية
تلعب دورا بارزا في جذب ودفع المئات من اليهود للهجرة إلى أرض فلسطين، وذلك في إطار
العمل على تحقيق الهدف العام للكيان الصهيوني المتمثل في زيادة أعداد المهاجرين اليهود
في فلسطين والعمل الدؤوب على ترحيل الفلسطينيين وإبعادهم عن أرضهم ووطنهم، وهذا ما
يحدث اليوم فعليا في القدس المحتلة وأراض 48 والضفة التي يحوطها جدار الفصل العنصري،
حيث يواجه الفلسطينيون يوميا خطر التهجير والتشريد وسياسات " الترنسفير
" الصهيونية وهو ما يعلنه جهارا المسئولون الصهاينة في كل خطاب لهم أو تصريح سياسي
هنا أو هناك أو خلال الزيارات الخارجية للدول الأوربيات، وفي الإطار نفسه تتعرض يوميا
المقدسات الفلسطينية للتهويد في قطاع الإسكان من خلال بناء مئات الوحدات الاستطيانية
الجديدة.
مؤخرا أعلنت الوكالة اليهودية الصهيونية
التي تعنى باستقطاب اليهود من شتى أنحاء العالم ونقلهم للعيش في الكيان " الإسرائيلي"
أنها تقوم على تسهيل قدوم المئات من "الهنود الحمر" الذين يقطنون على ضفاف
نهر "الأمازون"، وتزعم الوكالة أنهم ذوو أصول يهودية ويرغبون بالعودة إلى
" إسرائيل" ، حيث كشفت وسائل الإعلام الصهيونية أنه قريباً سيصل إلى دولة
الكيان مجموعة من الهنود الحمر مكونة من مئة شخص يقطنون حالياً مدينة "ايكيتوس"
النائية التي تقع على ضفاف نهر الأمازون في المقطع الذي يخترق جمهورية "بيرو"
في أمريكا اللاتينية، كما تدعي وسائل الإعلام الصهيونية أن هؤلاء الهنود هم من قبيلة
يهودية نادرة من يهود المغرب العربي وغالبيتهم من الرجل وهم محافظون على عقيدتهم اليهودية
لكنهم اضطروا لاحقا إلى الاقتران بنساء محليات من قبائل الهنود الحمر، أهل المنطقة،
وطغت التقاليد وأنماط الحياة الهندية عليهم، كما تم قبل عشرة سنوات الاتصال بين أبناء
هذه الجالية ومنظمات دينية يهودية، من أجل جبلهم "إسرائيل"، ووصلت أول مجموعة
صغيرة منهم في التسعينيات.
أمام جرائم الهجرة اليهودية المتواصلة إلى
أرض الإسراء والمعراج فلسطين، تقوم الدولة العبرية بإنزال أقصى العقوبات التعسفية بحق
أبناء شعبنا الفلسطيني من خلال منعه وحرمانه من حقه في الوصول إلى أراضيه في الضفة
المحتلة والقدس وأراضى 48، كما تقوم دولة الاحتلال بحرمان آلاف المقدسيين الذين تم
تهجيرهم وإبعادهم عن القدس من الوصول إلى القدس والصلاة في المسجد الأقصى، حيث قامت
" إسرائيل" بإبعاد المئات من الشخصيات الفلسطينية الوطنية والإسلامية عن
القدس.
لقد نشأت فكرة تأسيس الوكالة اليهودية والتي
تمثل أهم أجهزة الدولة الصهيونية في الحفاظ على بقاء "إسرائيل" في عام
1897م خلال جلسات مؤتمر بازل الصهيوني الأول، حيث دعت عددا كبيا من الشخصيات الصهيونية
المتنفذة حينها إلى تأسيس الوكالة اليهودية لتأخذ على عاتقها تنفيذ المشروع الصهيوني
على أرض فلسطين، كما وأوكل لها مهمة الإشراف على الهجرات الصهيونية اليهودية إلى أرض
فلسطين ولتحقيق الدعاية التي يروجونها دوما أن فلسطين أرض بلا شعب واليهود هم
" الشعب " كما تمثل الوكالة اليهودية الساعد التنفيذي للحركة الصهيونية واسمها
الحقيقي المنظمة الصهيونية العالمية / الوكالة اليهودية، كما قام الصهاينة اليهود بوضع
مادة خاصة للوكالة اليهودية في مواد صك الانتداب المكونة من 28 مادة الذي صدر على إثر
الحرب العالمية الأولى وبموجب معاهدة سيفر وهي المعاهدة التي تم وقعها الحلفاء مع الإمبراطورية
العثمانية في مدينة سيفر القريبة من باريس في 10 أغسطس 1920م والتي أجبر فيها
"الإنجليز" الذين كانوا محتلين لإسطنبول وقتها الخليفة العثماني «محمد وحيد
الدين» على توقيعها عنوة وكانت بشروط مهينة ومجحفة، وبعد ذلك أقرت ما تسمى " عصبة
الأمم " بصورة رسمية سياسة الانتداب في 11 سبتمبر 1922م حيث شملت منطقة الانتداب
البريطاني فلسطين التاريخية وشرق الأردن (المملكة الأردنية الهاشمية) غير أن منطقة
شرق الأردن تمتعت بحكم ذاتي (فيما كان يعرف بإمارة شرق الأردن) وكانت مدينة القدس عاصمة
الانتداب حيث سكن الحاكم البريطاني ومؤسسات حكومة الانتداب، فيما عمل الاحتلال البريطاني
على تحقيق وعد بلفور وفتح الباب أمام اليهود الراغبين في الهجرة إلى فلسطين، كما اعترف
صك الانتداب الصهيوني في المادة الرابعة بالوكالة اليهودية كهيئة عمومية لإسداء المشورة
إلى إدارة فلسطين والتعاون معها في الشئون الاقتصادية والاجتماعية وغير ذلك من الأمور
التي قد تؤثر في إنشاء الوطن القومي اليهودي ومصالح السكان اليهود في فلسطين ولتساعد
وتشترك في ترقية البلاد على أن يكون ذلك خاضعا دوما لمراقبة الإدارة، فيما يعترف بالجمعية
الصهيونية كوكالة ملائمة مادامت الدولة المنتدبة ترى أن تأليفها ودستورها يجعلانها
صالحة ولائقة لهذا الغرض ويترتب على الجمعية الصهيونية أن تتخذ ما يلزم من التدابير
بعد استشارة حكومة صاحب الجلالة البريطانية للحصول على معونة جميع اليهود الذين يبغون
المساعدة في إنشاء الوطن اليهودي، وقد كانت المهام الكبرى للوكالة اليهودية أيام الانتداب
هي تمثيل الحركة الصهيونية ويهود العالم أمام سلطات الانتداب وعصبة الأمم والحكومة
البريطانية.
إذن نحن اليوم أمام جريمة خطيرة ومتجددة
بحق الأرض والإنسان الفلسطيني وتهدف هذه الجريمة إلى الإمعان في سياسات التهويد العنصرية
وإغراق أرض فلسطين بالآلاف من المهاجرين اليهود، في إطار السعي الصهيوني الإسرائيلي
الدائم لترحيل الفلسطينيين وتهجيرهم عن وطنهم وأرضهم الطاهرة المقدسة.. ورسالتي ماذا
فعلنا كعرب ومسلمين من أجل إنقاذ أرض فلسطين المقدسة من خطرة الهجرة اليهودية الصهيونية.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام،
17-4-2013