الوصايا الصهيونية العشرة
بقلم: د.فايز أبو شمالة
الكيان السياسي الوحيد الذي يستمد وحدته من تفكك الآخرين، ويستمد قوته من ضعف شعوب الأرض هو الكيان الصهيوني، و(الدولة) الوحيدة التي تعيش على توزيع بذور الانقسام والفساد والطائفية مجانًا على مستوى العالم هي (دولة) الصهاينة، لذلك لا غرابة أن تخلص الدراسة التي أعدها مركز أبحاث الأمن القومي (الإسرائيلي) إلى أن (دولتهم) غيرُ قادرةٍ على مواجهة التحديات والتهديدات وحدها، دون بناء إستراتيجية مشتركة بين واشنطن و(تل أبيب)، وأن منطقة الشرق الأوسط ستظل في خطر كبير من قبل قوى الإسلام السياسي، الذي دون مواجهته، سيتمكن عاجلًا أمْ آجلًا من السيطرة على مقاليد الحكم في الدول العربية.
فما هي الأسس التي تقوم عليها الإستراتيجية الأمريكية (الإسرائيلية) لمواصلة السيطرة على الشرق، ولإعاقة وصول الحركات الإسلامية إلى الحكم، كما وردت في الدراسة؟
أولًا: تعزيز العلاقات الإستراتيجية ومواصلة تعميق التعاون الأمني بين واشنطن و(تل أبيب)، وانتهاج الشفافية في العلاقات، وعدم القيام بخطوات أحادية الجانب دون إبلاغ الطرف الثاني.
ثانيًا: منع إيران من الوصول إلى قنبلة نووية، وعدم الوصول معها إلى اتفاق تستوعب فيه أمريكا إيرانًا نووية، مع ضرورة تشديد العقوبات الاقتصادية عليها.
ثالثًا: الالتزام بمنع استعمال الأسلحة الكيميائية والبيولوجية في سوريا، وعدم انتقالها إلى منظمة حزب الله اللبنانية، أو إلى عناصر إسلامية متطرفة، مع العمل على منع قوى الإسلام السياسي من السيطرة على مقاليد الحكم في سوريا.
رابعًا: العمل على ترسيخ اتفاقيات (السلام) بين (إسرائيل) وكلٍّ من مصر والأردن.
خامسًا: تمتنع واشنطن عن تحدي (إسرائيل)، ومطالبتها بوقف البناء في القدس، ومن ناحيتها تتبنى (إسرائيل) سياسة البناء في الكتل الاستيطانية، التي ستبقى تحت سيطرتها في أي حل قد يتم التوصل إليه، مع العودة إلى طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين دون شروط قبلية.
سادسًا: إذا فشلت مساعي (السلام) مع الفلسطينيين فإن (إسرائيل) ستضطر إلى القيام بخطوات أحادية الجانب للانفصال عنهم، والانسحاب من المناطق التي لا ترى فيها أهمية أمنية، على ألا يشمل الانسحاب منقطة غور الأردن، مع احتفاظ (إسرائيل) بحقها في القيام بعمليات عسكرية في جميع أنحاء الضفة الغربية.
سابعًا: يظل قطاع غزة منطقة خارجة عن أي اتفاق بين الفلسطينيين و(الإسرائيليين)، مادامت حركة حماس غير موافقة على شروط الرباعية الدولية.
ثامنًا: على خلفية مواقف المملكة الهاشمية المساندة لـ(إسرائيل) وأمريكا، يتحتم العمل على مساعدة المملكة الهاشمية؛ وذلك بسبب ضعفها الاقتصادي، وتزايد الخطر في استمرارها واستقرارها.
تاسعًا: من أجل بناء سوريا ما بعد الأسد، يجب انصياع (إسرائيل) للاقتراح الأمريكي القاضي باعتذار (إسرائيلي) إلى تركيا، وإنه من الأهمية بمكان بذل الجهود الأمريكية التركية والأردنية من أجل منع تفكك العراق، أو سقوطها كليًّا بأيدي الإيرانيين.
عاشرًا: تأكيد أن الشرق الأوسط لا يفهم لغة الكلام، إنما يؤمن بالأعمال، وبالتالي من الضرورة بمكان إبراز الإصرار من قبل واشنطن و(تل أبيب) على تحقيق الأهداف، بما في ذلك اللجوء إلى استعمال القوة.
ما يمكن استشفافه أن نبش الفتنة الطائفية من مكونات الإستراتيجية (الإسرائيلية) لمواصلة السيطرة على الشرق، فالفتنة الطائفية هي خشبة خلاص الصهاينة من المد الإسلامي، ومع الفتنة الطائفية يصير تغليب الخلاف الثانوي على الصراع المركزي، ويصير الحذاء الصهيوني ناعمًا وممتعًا ومنعشًا للأفئدة، وهو يدوس على أعناق الحكام.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام