الولايات المتحدة
وادعاءات حقوق الإنسان
إياد القرا
الصور المؤلمة
الأسبوع الماضي القادمة من قرية الغوطة في ريف دمشق أصابت القلوب بالأسى والحزن، وقد
كانت قاسية جدا لكن في نفس الوقت هي إضافة لعشرات الآلاف من الضحايا في سوريا نتيجة
الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد.
وعلى الرغم من
مرور عامين على ما يحدث في سوريا ظهر فجأة العطف الأمريكي على ما يحدث وكأن كل الذي
حدث في سوريا كان مسكوتا عنه وموافقا عليه ضمن شروط اللعبة الأمريكية بأن الأمر مقبول
طالما يتعلق بتدمير الدول العربية والإسلامية وهي ذات المشاهد مع قسوتها ظهرت في مينمار
وكذلك في ميدان رابعة وعلى مدار سنوات طويلة في فلسطين.
الأسلحة الكيماوية
التي استخدمت ضد الشعب السوري أمر مؤلم جدا وخاصة مشاهد الأطفال في لحظاتهم الأخيرة،
لكن الأمر الأكثر استغرابا هو التحرك الأمريكي في هذا الوقت بعد مرور عامين من الجرائم
ومدى صدقية الولايات المتحدة الأمريكية تجاه مفهوم حقوق الإنسان وهذا يرتبط بمبررات
اوباما في التحرك ومرتبط بقضايا مهمة تثبت أن ادعاء حقوق الإنسان المساق في هذا الشأن
هو كذب أمريكي بامتياز.
ففي العراق استخدمت
الولايات المتحدة الأمريكية الأسلحة الكيماوية أثناء احتلال العراق وكذلك ضد المدنيين
في الفالوجا في العراق، وكذلك استخدمت ذات الأسلحة من قبل روسيا ضد الخاطفين في مسرح
موسكو، وكذلك استخدمت من قبل الاحتلال الإسرائيلي في غزة وكذلك الفسفور الأسود وشاهد
الجميع جثث الأطفال في غزة تحترق بسبب ذلك.
ومشاهد حرق المسلمين
في مينمار ماثلة وخلال الأشهر الأخيرة ولا تقدم أي مساعدة في هذا الشأن، والقائمة تطول
في هذا الشأن.
الأمر الأهم أن
ادعاء حقوق الإنسان هو فقط ادعاء أمريكي وغطاء للتدخل لفرض المعادلة الأمريكية في سوريا,
حيث تقوم على تدمير سوريا ليلتحق بالعراق والنموذج العراقي الدموي، لكن الأهم هو رعاية
مصالح الاحتلال الإسرائيلي في سوريا وضمان عدم وصول الأسلحة لأي طرف سواء كان حزب الله
أو أطراف المعارضة السورية بعد شعورهم بقرب انتهاء الثورة لصالح الثوار، لذلك هو يحاول
أن يكسب الموقف الميداني لصالحه ورسم خارطة جديدة لسوريا تراعي المصالح الأمريكية في
المنطقة.
والهاجس الأهم
أيضا هو رعاية المصالح الإسرائيلية والحفاظ على الأمن الإسرائيلي من تغيرات في الساحة
السورية.
لا شك أن النظام
السوري قاد سوريا نحو الدمار والتهلكة ووفر الأجواء لذلك، وأن الولايات المتحدة تراعي
مصالحها في المنطقة وتحافظ عليها، وفي ذات الوقت فإن الاحتلال يتابع كل ذلك لمصالحه
وضمان أمنه.
ادعاء حقوق الإنسان
هو لعبة أمريكية زائفة ومكشوفة وبإلقاء نظرة على الخريطة الدولية ترى الجرائم الأمريكية
في العراق وأفغانستان، وصمتها تجاه الاحتلال الإسرائيلي، بل تقديم الدعم له ورعاية
مصالحه، وإن كانت صادقة في ادعائها، لقدمت موقفا واحدا يحاسب الاحتلال الإسرائيلي على
جرائمه في فلسطين ,و"تقرير جولدستون" الذي يدين الاحتلال بارتكاب جرائم حرب
في غزة عام 2010، نموذج على الزيف الأمريكي.