القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

«انتماء» علامة فارقة في مشروع «حق العودة»

«انتماء» علامة فارقة في مشروع «حق العودة»

بقلم: محمد السعيد*

كلمة «انتماء» هي كلمة صغيرة لكنها كبيرة في المعنى، فـ«انتماء» يعتبر حب الوطن الذي نَحِنُّ إلى حضنه الدافئ. والشعور بالانتماء للوطن من أهم دعائمه، والتي تحافظ على استقراره ونموه، وهو يشير إلى مدى شعور الأفراد بالانتماء إلى وطنهم، من خلال المشاركة الإيجابية في أنشطة المجتمع، والدفاع عن مصالح الوطن، والشعور بالفخر والاعتزاز بالانتماء للوطن، والمحافظة على ممتلكاته وتراثه.

الانتماء للوطن وصيانته والحفاظ عليه، هو قيمة عظيمة، ففلسطين قطعة من أجسادنا، ندافع عنها ونضحي من أجلها بالدماء والأرواح، ومستعدون للتضحية من أجلها ليس لنا عنها بديل، أرض أجدادنا وآبائنا، فهي حاضرنا ومستقبلنا ومستقبل أبنائنا، ونحن في سبيل هذا الوطن نقدّم الغالي والرخيص، ونفدي أوطاننا بدمائنا..

الحملة الدولية للحفاظ على الهوية الفلسطينية - «انتماء» استطاعت بعد سبع سنوات ان تحول شعار «فلسطين تجمعنا والعودة موعدنا» الذي أعلنته عام 2010 إلى ظاهرة تنتقل من بلد لآخر ويرفعه الصغار والكبار في مختلف مناطق الانتشار الفلسطيني من أوروبا إلى أميركا الجنوبية إلى تركيا والخليج والمغرب العربي وكافة اللجوء الفلسطيني.

وشكّلت «انتماء» علامة فارقة بالتأكيد على حق العودة واصبحت تحظى اهتمام واسع في أوساط اللاجئين الذين هجروا قسراً من أرضهم إلى منافي الشتات وخيام اللجوء.

فأيار «مايو» لم يعد شهراً عادياً بالنسبة لحملة «انتماء» واللاجئين الفلسطينيين؛ فقد أصبح شهراً مميزاً يحمل في طياته الحنين إلى فلسطين عبر احياء المناسبات والفعاليات الوطنية بكل الوسائل الممكنة.

وشكّل «حق العودة» والتمسك بالتراب الفلسطيني والتراث هماً لطالما شغل بال اللاجئين الفلسطينيين على مدار 68 عاماً، ففي كل مرة كانوا يجددون العهد على التمسك به. وطوال سنوات اللجوء والشتات كانوا في جميع أماكن وجودهم، مواظبين على تلقين أبنائهم وأحفادهم حبّ فلسطين والتمسك بالعودة إليها باحياء المناسبات الوطنية من مسيرات واعتصامات وفعاليات متعددة. وجاءت حملة «انتماء» تأتي لرفع صوت اللاجئ الفلسطيني عالياً وتقول للعالم إن ملايين المشردين يريدون العودة إلى بيوتهم وأراضيهم.

وعملت حملة «انتماء» على إحياء أهم قضية في تاريخ الشعب الفلسطيني منذ الإعلان عنها في أيار «مايو» عام 2010، هذه القضية العادلة التي يجتمع حولها كل فلسطيني مهما كان اسمه ولونه وانتمائه السياسي والحزبي ومنن رفع العلم الفلسطيني إلى ارتداء الزي الفلسطيني وإقامة الفعاليات التراثية وتنظيم الحملات الإعلامية وعقد المحاضرات والندوات والمعارض وإقامة الاعتصامات والمسيرات ومختلف أنواع الأنشطة الشبابية، واستطاعت بعد سبع سنوات من انطلاق فعالياتها لأن تصبح عرس فلسطيني جامع لكل أطياف الشعب الفلسطيني في مختلف أماكن اللجوء والشتات عبر ايصال فكرتها الوطنية إلى أكبر شريحة ممكنة مستخدمة وسائل اعلامية والكترونية وشعبية عديدة من أجل تعزيز روح الانتماء لفلسطين والتعبير عن تمسك اللاجئين بأرضهم وحقهم في العودة وابراز الهوية والتراث الفلسطيني في مواجهة المشروع الصهيوني البغيض.

*مدير شبكة لاجئ نت