القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 23 تشرين الثاني 2024

انقسام على حملة إنهاء الانقسام

انقسام على حملة إنهاء الانقسام

الجمعة 18 آذار 2011
راجانا حمية - الأخبار

«الشعب يريد إنهاء الانقسام». من يريد ذلك هذه المرة ليسوا أهالي غزة والضفة، بل اللاجئون الفلسطينيّون. فبعد تضامن عدد من الفلسطينيين «اللبنانيين» مع المعتصمين في الأراضي المحتلة الثلاثاء الماضي، ها هم الشباب يستعدون لإطلاق «الحملة الشبابية (الفايسبوكية) لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية»، التي وُلدت نواتها الأولى ضمن اتحاد الشباب الديموقراطي الفلسطيني في لبنان (أشد).

أيّد «الفايسبوكيون» في حملتهم هذه ما طالب به أهل غزة والضفة وزادوا مطالب هم أكثر ما يحتاجون إليها في بلاد «غريبة»: بلاد «فيها أكثر من نصف الفلسطينيين عاطلون من العمل، وأكثر من النصف أيضاً يموتون على أبواب المستشفيات»..

هكذا، بدأت الحملة بمجموعة شباب يمكن أن تحصيهم أصابع اليد الواحدة، لينضم إليها إلى الآن «ما يقارب 700 شاب»، كما يشير مسؤول الحملة على «الفايسبوك» محمد عادل.

زاد العدد. وقد كان من تبعات هذه الزيادة أن بدأ «أولياء» الحملة بالعمل جدياً على الأرض، فكانت الخطوة الأولى جولة من اللقاءات شملت المنظمات الشبابية اليسارية الفلسطينية، كما يقول رئيس الاتحاد يوسف أحمد. ويتحدث عن توسيع اللقاءات لتشمل «القوى الشبابية من مختلف الفصائل، إضافةً إلى الأندية الطلابية والمجموعات الشبابية المستقلة». هكذا، حضر الجميع، طرفا النزاع، أي حركتا حماس وفتح، وشباب منظمة التحرير الفلسطينية وتحالف القوى الفلسطينية. الجميع من دون استثناء.

«علامة فارقة وإيجابية»، يقول أحمد، انطلق بعدها الشباب إلى عقد اجتماع مركزي في مكتب الاتحاد. في الاجتماع، حضر الجميع ناقصاً واحداً، وهو ممثل الشباب في حركة حماس علي يونس. لم يمثّل هذا الغياب عائقاً، بعدما برّر الأمر بأنه «تضارب في المواعيد».

يومها، انتخب الشباب لجنة متابعة مركزية مؤلفة من 10 أعضاء: 5 منهم يمثلون المناطق و5 يمثلون المنظمات الشبابية مركزياً، و«ترك الباب مفتوحاً لأية منظمات تقرر المشاركة في الحملة»، يقول أحمد. في الاجتماع نفسه، صاغ الحاضرون بيان الحملة، الذي نادى بـ«الانحياز المطلق إلى فلسطين واستعادة الوحدة الوطنية والمطالبة بتفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية...». صيغ البيان، وحدّد 27 الجاري موعداً لعقد مؤتمر صحافي لإطلاق بيان الحملة، على أن يكون يوم الأرض في 30 الجاري موعداً لانطلاق الفعاليات في المخيمات.

أول من أمس، نظم الشباب مؤتمراً آخر، لكن كانت المفاجأة: تغيب عضو آخر وهو ممثل حركة الجهاد الإسلامي عماد الرفاعي الذي قال لـ«الأخبار» إنه «لم يُدعَ إلى الاجتماع». هذان الغيابان بررهما الشباب بأنّهما «تضارب في المواعيد»، لكن، على ما يبدو أن للغائبين تبريرهما. فحركة حماس أشارت على لسان عضو القيادة في الحركة أحمد عبد الهادي إلى أن الحركة «مع مطلب إنهاء الانقسام، لكن على أي أساس؟». سؤال يليه توضيح سريع من عبد الهادي، فيشير إلى «أننا كحركة مستعدون للمشاركة، لكن يجب تصويب بعض العناوين، فإنهاء الانقسام لا يكون مجرداً، بل على أساس الثوابت الفلسطينية التي هي حماية المقاومة والانتفاضة المسلحة»، باختصار «توجيه العناوين على أساس بلورة مشروع وطني فلسطيني موحد». رأي مشابه لحركة الجهاد الإسلامي، إذ يعيد الرفاعي ما قاله عبد الهادي، على اعتبار أن إنهاء الانقسام «لا يكون بمجرد التقريب بين المتناكفين، ولا هو خلاف على الكرسي، بل هو خلاف جوهري، وإنهاؤه يكون على أساس احترام ثوابت الشعب». أما عن المشاركة، فليس هناك قرار من الاثنين بعدمها، لكن «التصويب أولاً».

ولادة الحملة الشبابية

قبل شهر من الآن، ولدت «الحملة الشبابية لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية». يومها، كانت الشراكة قائمة بين الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة وفي لبنان، من خلال التنسيق بين الحملة اللبنانية ومجموعة «5 حزيران» على إقامة النشاطات في يوم واحد في المكانين. وكان الاتفاق على أن يكون يوم الأرض هو يوم إنهاء الانقسام، كما يقول مسؤول الحملة اللبنانية على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك محمد عادل، لكن تسارع الأمور، أو ربما «إضراب الشباب العشرة داخل فلسطين عن الطعام حتى إنهاء الانقسام، هو الذي أسهم في تسريع الاعتصام في فلسطين، وربما بصورة عفوية»، يقول عادل.