القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

باب الشمس، هل تجفّف مستنقعات الاستيطان؟!

باب الشمس، هل تجفّف مستنقعات الاستيطان؟!

بقلم: لمى خاطر

لم تنتهِ حكاية باب الشمس ولا توقفت تفاعلاتها بمجرد إخلاء الاحتلال للقرية واعتقال عدد من الناشطين الذين رابطوا فيها، لأنّ الفكرة كانت أكبر من أن تنهيها ضربة، ولأن داء الاستيطان لم يعد مستوعباً مزيداً من التفرّج وانتظار زحفه دونما مقاومة!

فبقدر عظم المشكلة التي يفرزها الاستيطان، تبرز أهمية الشروع في اجتراح آليات عديدة لمواجهته. وحيث كان الرصاص الرادع الأنجع لهذا الغول السرطاني، فإن الغياب القسري للسلاح لا يسدّ الطريق أمام ما دونه من وسائل مواجهة، خصوصاً تلك التي تنجح في إدماج قطاعات وأعداد كبيرة من الجمهور في فعالياتها، وتحديداً من فئة الشباب المنتظرين دوراً إيجابياً في مشروع ومسيرة التحرر التي مرّت عليها وساهمت فيها أجيال عديدة، وحان أوان دور الجيل الجديد، بما يمتلكه من طاقة خصبة، وروح متوثبة، ومستفيداً من أدوات الإعلام الجديد ودورها المهم في التحشيد والتنظيم وإبداع الأفكار.

وكما أن لكلّ زمان خصائصه، فإن لكل مرحلة في مسيرة التحرر ومقاومة الاحتلال خصوصيتها بما يمكن أن تضيفه إلى آليات المواجهة من أنماط مبتكرة وغير تقليدية، وبمدى قدرتها على تجديد الروح النضالية والوطنية وتمتينها في قلوب وعقول الجيل الشاب.

ولعلّ كسر حاجز الخوف من الاحتلال وامتلاك الدافع لمواجهته يعدّ أساساً لازماً من العتاد قبل الحديث عن مقاومة شعبية فاعلة ومستمرة وقادرة على إزعاج الاحتلال، وزعزعة جدار الأمن السميك الذي يستند إليه مطمئناً في الضفة الغربية، ويمضي بسببه بجرأة في تنفيذ سياسات التهويد والاستيطان دونما حساب لشيء!

وإزعاج الاحتلال والتصدي لسياساته على الأرض لا تكفيه (باب شمس) واحدة، بل تبدو الفكرة مع غيرها جديرة بالاستنساخ في أكثر من منطقة، وبرعاية رسمية وفصائلية تبقي على زخمها وتوسّع دائرة التفاعل معها، وهو يبدو اختباراً عملياً لمصداقية من ينظّرون للمقاومة الشعبية ومن يقولون إنهم داعمون لها دون قيود.

فليس طبيعياً أن تكون الإدانات الكلامية هي أقصى ما يملكه شعب في مواجهة محتلّه، وليس طبيعياً أن يقبل بتجريده من سلاحه وإرغامه على الاكتفاء بالانتظار أو التفرّج فيما أرضه تضيق رحابها يوماً إثر آخر، وحين تُجرّد أية بقعة محتلة من أوراق قوتها الضاغطة على الاحتلال، فلها أن تتوقع كل أشكال العدوان والانتهاك، بل وأن تدفع من جيبها ثمن احتلال عدوّها لها!