القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الجمعة 29 تشرين الثاني 2024

بصراحة: تجربة عملية مع تحويل طبي من الأونروا

بصراحة: تجربة عملية مع تحويل طبي من الأونروا

بقلم: ياسر علي

كنت كناشط في العمل الفلسطيني، ومختص بشؤون اللاجئين وتعاملهم مع الأونروا، أشعر بمبالغة في الحديث عن الأونروا من قبل اللاجئين أو المهتمين بقضاياهم. مبالغةٌ لا تخلو من نظرية المؤامرة التي باتت تحكم العقل الفلسطيني تجاه الأونروا..

وسمعت الكثير عن التحويلات الطبية إلى المستشفيات، وقصص التعامل واللف والدوران، ولم أصدق الكثير منها، ومن هذه القصص أن تغطية الأونروا لتحويل المرضى إلى المستشفيات التي كانت 30%، وأنها يجب أن تكون 100%، عقد المدير العام للأونروا الإيطالي الصقلي سلفادور لومباردو، وأعلن أن الأونروا سترفعها إلى 40%، واعداً أن تصبح 50%.

إثر ذلك، اشتكى بعض الناشطين، من أن هذه التغطية كالبطالة المقنعة، وأن الزيادة «ملغومة» ومنقولة من مصاريف أخرى و«تلبيس طرابيش» بين المشاريع والأقسام..

أما تجربتي الشخصية، فهي كالتالي:

احتجت تصويراً مغناطيسياً لعلاج ابني، صورة للرأس (مع تحليل خاص للصورة)، وصورة أخرى للجسد كله. فنصحني الطبيب بالتقدم إلى الأونروا، وبأنها تغطي 50% من الصورة. وحرر لي وصفة طبية عن حاجة ابني للصورتين، موجهة لقسم الصحة في الأونروا لكي توافق على التغطية.

بعد المماطلة، جاء الرد من الأونروا في عيادة صيدا، فإذا بهم يغطون 50% من صورة الرأس فقط، ورفضوا (التحليل الخاص). وكذلك رفضوا تغطية صورة الجسد كله.

فاعترضت وتواصلنا بطبيب ابني وشرح لهم سبب طلبه التحليل الخاص لصورة الرأس، فطلبوا ورقة أخرى من الطبيب ثم وافقوا عليها.. وتسلمت التحويل مع شرط أن يكون في مستشفى الجامعة الأمريكية!! فقد سألت مسبقاً عن التصوير في مركز طبي خاص، أسميته لهم.. فقالوا إنهم لا يتعاملون مع هذا المركز. هذا كله في ظل معاملة سيئة من بعض المعنيين في قسم الصحة بالأونروا.

وتبين لي ما يلي:

1- أن تغطية الأونروا هي نصف الصورة الأولى؛ أي ما يساوي 20% من الكلفة.

2- أن الأونروا تتعامل بالتأكيد مع المركز المذكور، وقد أكد لي ذلك قسم المحاسبة في المركز، واطلعت على وثائق معاملات الأونروا لديهم. فما الذي جعلهم ينفون تعاملهم مع هذا المركز؟

3- أن كلفة الصورة في الجامعة الأمريكية (مليونان و400ألف ليرة)، فيما تبلغ التكلفة في المركز الطبي (مليون و400ألف ليرة).

4- أن كلفة الصورة في الجامعة الأمريكية بعد حسم تغطية الأونروا تبلغ (مليون و920ألف ليرة). وبالتالي فإن كلفتها في المركز الطبي تبقى أقل وأوفر.

5- أن الأونروا وشركات التأمين تحصل على حسومات من المختبرات والمستشفيات، وبالتالي فإن الأونروا بتسويقها للتصوير في الجامعة الأمريكية، لعبت دور الوسيط بين الزبون والمستشفى، وبالتالي فإن ما يشبه «العمولة» و«الحسم» حصلت عليهم الأونروا.. والنتيجة أن المريض دفع أكثر من المطلوب، وأن الأونروا غطت من دون أن تدفع، وحصلت على السمعة، و«نفّعت» المستشفى.

6- أن «تلبيس الطرابيش» واضح في التغطية الصحية الأونروا، الأمر الذي يؤكد بالتجربة أن الأونروا لا تغطي في المستشفيات، وإذا كانت تغطي بعض الكلفة، فليس من جيبها..

7- لا ندري، إذا كان الحسم الذي تحصل عليه الأونروا يمكن أن يصل، كما هو الحال مع بعض شركات التأمين، إلى 50%. وبذلك فإن الأونروا كانت تعتمد على هذه الحسومات لتمويل أقسام أو فعاليات أخرى.

من هنا، ندعو إلى إجابات جدية من الأونروا على هذه البنود، لكي نفهم ما يجري.. حيث أن هذا أثبت لنا، وبدأنا نصدق، أن هناك «مؤامرة» تنفذها الأونروا في هذا الشأن.

المصدر: البراق – حزيران 2013