بصراحة: مجزرة صبرا وشاتيلا بعد ثلاثين عاماً
بقلم: ياسر عزام
كثرت مجازرنا.. كثرت مجازر العرب.. لم يعد في الجسم الفلسطيني شبرٌ لمجزرة جديدة.. على مدى أربعة وستين عاماً كانت المجازر تمرّ فينا وفي أحشائنا طولاً وعرضاً. غير أن مجزرة صبرا وشاتيلا، تبقى مجزرة اللاجئين الأولى في الشتات. ورمز اللجوء والنكبات. حتى شكّلت هذه المجزرة محوراً للتحرك العالمي والفعاليات التضامنية مع الشعب الفلسطيني.
وبين يدي المناسبة، نقدم ملحوظات ضرورية لإبقاء الذكرى حية في نفوس العرب والمسلمين:
1- رغم عدد المجازر الكبير في العالم العربي والإسلامي، ينبغي لمجزرة صبرا وشاتيلا أن لا تذوب فيها، وأن تبقي بوصلة العداء باتجاه العدو الصهيوني، وتبقي بوصلة النضال إلى فلسطين أولاً وآخراً.. وهذا لا يعني الانكفاء عن التضامن مع المظلومين، بل إن من أهم معاني إحياء ذكرى المجزرة هو الشعور مع الضحايا في كل زمان ومكان، والتضامن معهم.
2- لم يعد مقبولاً صمت الشخصيات العربية، في ظل التضامن السنوي الغربي مع ضحايا المجزرة، ووصول وفود المتضامنين الأجانب من مختلف القارات.. وكنا قد طرحنا فكرة التضامن العربي مع ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا، وحضور شخصيات سياسية ونيابية عربية، وكنا نجد بعض الأسماء بصعوبة. أما اليوم فإن أسماءهم بالمئات في المغرب وتونس وليبيا ومصر وماليزيا وإندونيسيا وغيرها.. وهم مستعدون للقدوم والمشاركة في هذه المناسبة.
3- يجب أن تبقى المجزرة والجريمة حية في الضمير الإنساني، وعدم الصمت على المجرزة وإعادة إحياء المحاكمات والمطالبة بتعويضات وإحقاق الحق والعدالة.
4- إشراك كل الجنسيات التي راح لها ضحايا في هذه المجزرة، وهم، حسب إحصائية الأسماء (وليس الأعداد) الموثقة حتى عام 2008، كالتالي: فلسطين (303)، لبنان (205)، سورية (56)، قيد الدرس (45)، مصريون (14)، متفرقون (9). بالإضافة إلى نحو مائة مخطوف أو مفقود اختفت آثارهم في أثناء المجزرة، وهم: 66 فلسطينياً، 13 سورياً، 11 لبنانياً، 6 قيد الدرس، 3 مصريين، وبريطاني واحد.
5- التنويه بالكتب والفعاليات التي صدرت بهذا الخصوص، وعلى رأسها ترجمة تقرير كيهان، كتاب صبرا وشاتيلا لبيان نويهض، وذاكرة الدمّ للزميل محمود كلّم.
6- إعادة توثيق هذه المجزرة بحسب المصادر العبرية، لما فيها من شواهد مساعدة على إدانة العدو من فمه، ومن هذه الترجمات، النص التالي المنقول عن كتاب الدكتور عبدالوهاب المسيري (من كتاب اليهود واليهودية والصهيونية): «وبينما استمرت المذبحة طوال يوم الجمعة وصباح يوم السبت أيقظ المحرر العسكري الإسرائيلي رون بن يشاي أرييل شارون وزير الدفاع في حكومة مناحيم بيجين ليبلغه بوقوع المذبحة في صبرا وشاتيلا فأجابه شارون ببرود: «عام سعيد». وفيما بعد وقف بيغن أمام الكنيست ليعلن باستهانة: «جوييم قتلوا جوييم... فماذا نفعل؟» أي «غرباء قتلوا غرباء... فماذا نفعل؟».
7- سيكون الربيع العربي، فرصة لفتح ملفات الجرائم الإسرائيلية، وعلى رأسها مجزرة صبرا وشاتيلا.. ولا بد أن ينجلي الظلام عن صبح قريب.
المصدر: البراق، عدد أيلول 2012