بصراحة: نصرة شعبية للاجئين الفلسطينيين من
سورية
بقلم: ياسـر عـزام
بعد صلاة التراويح في أواسط شهر رمضان
المبارك، حضر إلى المسجد شاب يسأل عن «أبو حسن» الناشط في العمل الاجتماعي، الذي
دعا الناس قبل التراويح للتبرع للنازحين من سورية إلى المخيمات، قال الشاب: «وصل
ظهر اليوم عائلة من سبعة أشخاص، أمّنّا لهم إفطاراً، ولكن لم نجد لهم فراشاً».. قال
أبو حسن: «نفدت الفرشات اليوم، علينا أن نجد لهم الليلة بعضها»..
حتى ما قبل يومين من كتابة هذه السطور، كانت الإحصاءات الرسمية
اللبنانية تشير إلى دخول 4790 فلسطينياً من سورية إلى لبنان.. لكن رواية الأمن
العام اللبناني انتهت صلاحيتها عندما تحدثت التقارير الصادرة من الأونروا عن إحصاء
600 عائلة فلسطينية لجأت إلى لبنان.
حرص الفلسطينيون في سورية، من قيادات وفصائل وأفراد، على تجنب الزجّ
بهم في الأزمة السورية، وكانت مسؤولية الحفاظ على المخيمات بمنأى عن الأحداث في سورية
من أولى الأولويات لحماية شعبنا والحفاظ عليه من تكرار التجارب السابقة (عمّان،
بيروت، الكويت)، وقد تفهّمت الأطراف هذا الموقف..
وبذلك أصبحت المخيمات ملاذاً وملجأً آمناً للمنكوبين السوريين من
نازحين ومشردين وجرحى.. الأمر الذي جعل مهمة الفلسطينيين تتركز في الإغاثة
والطبابة والإيواء والنجدة. ففتحت أبواب المدارس والمساجد للنازحين..
إلا أن الموقف تغير في الآونة الأخيرة، وبات واضحاً استهداف الفلسطينيين
(التفاصيل كثيرة!)، وأصبح شعبنا ومخيماتنا في مرمى النيران. الأمر الذي اضطرهم إلى
النزوح من المخيمات إلى البلدان المجاورة، ومنها لبنان، وتحديداً مخيماته..
وهذا ما يلقي على فلسطينيي لبنان مسؤولية مضاعفة في إيواء إخواننا
الفلسطينيين النازحين من سورية. ويلقي على الفصائل واللجان الشعبية والأهلية
والجمعيات مسؤولية قيادة تحرك الإيواء والإغاثة، وخصوصاً في ظل غياب الأونروا التي
رفضت في بعض المناطق توزيع خيام مؤقتة على النازحين.
حسناً، ماذا لو أن هذه الجهات فعلاً لا تستطيع القيام بهذا الدور،
فما هو الدور الشعبي المطلوب؟
في ظل الضعف المادي لهذه الهيئات، المطلوب حملات شعبية تضامنية لجمع
التبرعات العينية والمادية من أبناء المخيمات وبث الروح المعنوية التضامنية فيما
بينهم، بحيث يبدأ التضامن من الأسفل إلى الأعلى، وليس العكس. وقد شهد هذا العام
عدداً من النماذج التي أدّت إلى التحرك الشعبي، تحت مسمى الحراك الشبابي، وقادت
إنجازات وحققت مطالب لم تستطعها الفصائل او اللجان الشعبية، وتكاملت معها لاحقاً
في السعي لتحقيق المطالب، كما جرى في نهر البارد مؤخراً وفي البرج الشمالي.
وهنا دعوة لأطراف الحراك الشبابي في كل مخيم، للقيام بحملة «نصرة
شعبية» مع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، تكون قاعدة لتحرك أكبر يتكامل مع دور
الفصائل والهيئات واللجان الشعبية.
المصدر: البراق، عدد
آب 2012