القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

بعد اغتيال زيدان.. هواجس عين الحلوة بين المُعالجة والتقصير!!

بعد اغتيال زيدان.. هواجس عين الحلوة بين المُعالجة والتقصير!!

هيثم أبو الغزلان

رفع اغتيال العميد جميل زيدان، في مخيم عين الحلوة، أمس الأول، منسوب مخاوف أهالي المخيم إلى مستوى عالٍ، وزاد من الهواجس بشأن ما يُحضّر للمخيمات الفلسطينية، خصوصاً مع استمرار التفجيرات المتنقلة في لبنان، والمحاولات المتكررة لزجِّ الطرف الفلسطيني في أتون صراع داخلي، لا يخدم إلا العدو الصهيوني.

وتوجد أسئلة عديدة ينبغي على الكلِّ الفلسطيني الإجابة عنها بشكل عملي: لماذا استمرار عمليات الاغتيالات في المخيمات؟ ولماذا استمرار محاولات التوتير الأمني، خصوصاً أن هناك تخوفات جدّيّة من تزايدها في الفترة القادمة إن لم يتم تدارك الأمر؟ وهل تكفي بيانات الإدانة والاستنكار عقب حصول كل جريمة قتل؟ وكيف يُمكن التصدي لمحاولات إشعال الساحة الفلسطينية بالفتنة الداخلية؟

إن الإجابة على هذه الأسئلة ليست سهلة، وهي في غاية التعقيد، سيّما أن المعالجات لها تسير وفق خطٍّ متوازٍ لكن ـ بطيء جدا ـ، مع تزايد محاولات إشعال الفتنة بكل أشكالها في مخيم عين الحلوة، ومحاولات زجِّ الطرف الفلسطيني في لبنان والمنطقة في أتون الصراع الداخلي وما يستتبع ذلك من تأثيرات سلبية على المخيم والمحيط.

إن المحاولات المُتكرّرة لزجّ الفلسطيني في أتون الصراع الداخلي تأخذ أشكالاً متنوعة، فتارة عبر تأجيج نار الفتنة المذهبية، وطوراً عبر زيادة التوتير الأمني من خلال عمليات الاغتيالات المتكررة، ومظاهر الخلل الأمني وغير ذلك. والذي تقدم يضع الجميع أمام مسؤولياته الوطنية والأخلاقية للتحرك الجدي الفاعل والمؤثر للقضاء على الفتنة ومعالجة كل مظاهر الخلل. وهذا يتطلب من جميع من هم مُتفقون على توصيف الأزمة، العمل من أجل معالجتها عبر تحمّل المسؤولية كاملة عبر حفظ أمن المخيمات واستقرارها، بخاصة عين الحلوة، لأن ذلك ينعكس بشكل كامل على أمن واستقرار الجوار.

ولعل الكلام الذي قاله ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان، أبو عماد الرفاعي، خلال جولته على النائب بهية الحريري، ورئيس التنظيم الناصري، أسامة سعد، ورئيس بلدية صيدا السابق، د. نزيه البزري يعبّر عن مدى القلق الذي يشعر به الفلسطيني واللبناني من الوضع غير المستقر والمفتوح على كافة الاحتمالات، فقد لفت الرفاعي في تصريح صحفي لصحيفة "السفير" الانتباه إلى أنّه «على الفصائل الفلسطينية أن تتحمّل المسؤولية، وأن تبحث عن آليات لمنع العابثين بأمن المخيم، وضبط الوضع الداخلي من خلال تشكيل مرجعية سياسية»، مشيراً إلى أنّ «أوليتنا هي السعي كقوى وفصائل فلسطينية لإيجاد صيغ للخروج من هذا الاستنزاف الأمني داخل المخيمات، مع ضرورة أن يكون هناك جهد لبناني يدعم التوجهات الفلسطينية».

ويأتي في السياق نفسه، اعلان مصادر من حركة حماس عن إعداد "تصور للقوى الفلسطينية واللبنانية لحماية العلاقات اللبنانية ـ الفلسطينية ومنع التّوتّرات المُتبادلة".

إن ما تقدم من توصيف خطير للوضع والإستهداف الواضح لشعبنا الفلسطيني يتطلّب من الجميع أعلى درجات الوعي واليقظة لمواجهة "المؤامرة" وتفويت الفرصة على المتربّصين بشعبنا وبالشعب اللبناني الشرّ.. وأُولاها تعاطي الدولة اللبنانية بشكل سياسي مع القوى الفلسطينية، وإعطاء اللجان الأمنية في المخيمات غطاء قانونياً وشرعياً تستطيع من خلاله التحرك لضبط الأوضاع الخاطئة، وإعطاء اللاجئين حقوقهم الإنسانية والسياسية، مع التأكيد على رفض التوطين والتهجير وكل المشاريع التصفوية..