القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 23 تشرين الثاني 2024

«بقعة» شبابية

«بقعة» شبابية

الإثنين،11 نيسان 2011
ربى حسن/ الاخبار اللبنانية

[يبدو أن المخيم الأكبر في العالم، أي مخيم البقعة في الأردن، قد وصلته نسمات ربيع الشعوب العربية، فتفتّحت أزهاره بخجل أخيراً عبر اعتصام نفذه «الحراك الشبابي» للمطالبة بانتخاب لجان الخدمات]

«نسمت» رياح التغيير على المخيم الأكبر في العالم. مخيم البقعة (220 ألف نسمة) الذي يقع إلى الشمال الغربي من العاصمة الأردنية عمان، حيث اعتصم نهاية الشهر المنصرم، لمناسبة يوم الأرض، العشرات من شبيبة المخيم أمام لجنة خدماته. الاعتصام جاء احتجاجاً على الاستمرار بتعيين أعضاء لجنة الخدمات وللمطالبة بانتخابهم من سكان المخيم. هذا الحراك الشبابي في البقعة فاجأ دائرة الشؤون الفلسطينية التي انتقد صمتها وعدم اهتمامها بمطالب الشباب والأهالي، بحسب ما قال الناشط في اللجان الأهلية في المخيم نهاد سميرات لـ«الأخبار».

قدم الشباب عريضة إلى دائرة الشؤون الفلسطينية تطالبها بوقف عملية تعيين أعضاء اللجنة من خارج المخيم وداخله، وبالسماح لأبناء المخيم من الناشطين وذوي الكفاءات بخدمة أهلهم عبر إعطاء الاختيار لهؤلاء. وقال سميرات في حديث إلى «الأخبار» إن أهل مكة أدرى بشعابها، وإن الناشطين من أهل المخيم يعرفون نقاط الضعف ومواطن القوة، وهم خير من يمثل مخيمهم، لأنهم على دراية أكبر وأشمل بوضع مخيمهم وحاجاته ومتطلباته.

شبيبة المخيم قرروا أن يجددوا الاعتصام يوم السبت التالي، وهكذا كان، فاعتصموا في المكان ذاته، وهتفوا ضد الفساد الإداري والمالي، ونددوا بصمت دائرة الشؤون الفلسطينية تجاه مطالبهم. وفي ما يبدو أنه تأثر باستفاقة الشعوب العربية واستلهام لها، هتف المعتصمون «المخيم يريد انتخاب اللجان».

من ناحية أخرى، أكد الحراك الشبابي في مخيم البقعة عدم ارتباطه رسمياً بأي تيار أو تنظيم أو حزب سياسي أردني، وعدم انتمائه إلى قوى 24 آذار، ولكنه أكد في الوقت عينه دعمه لأي حراك شعبي للمطالبة بتحسين الوضع المعيشي لكافة المواطنين.

المخيم الذي يبلغ عدد سكانه ما يقارب 220 ألف نسمة يعاني ظروفاً اجتماعية صعبة، مثله مثل باقي المخيمات الفلسطينية في العالم. أما على الصعيد الاجتماعي وصعيد النشاطات، فإن النوادي الرياضية تعدّ متنفساً لدى الكثير من أبناء المخيم. فنادي البقعة الرياضي ونادي يرموك البقعة من أكبر وأقوى النوادي الرياضية على صعيد الأردن، وخصوصاً في مجالي كرة القدم والملاكمة.

ويضم الحراك الشبابي مجموعة متطوعين يعملون في الجمعيات الأهلية، مثل نوادي الأيتام في المخيم وجمعيات الرعاية الاجتماعية، حيث يرى العديد من الشبان في الناشط السياسي والمناضل الشعبي عدنان الأسمر مثلاً أعلى لهم، بسبب تفانيه في خدمة أبناء المخيم وإنشاء العديد من الجمعيات الأهلية، من دون الانزلاق إلى ما سمّوه صراع الفصائل والتنظيمات داخل المخيم على إدارة النوادي والمنظمات الأهلية.

الحراك الشبابي لم يعلن خطوات أخرى، لكن يبدو أن الثورات العربية بشكلها المطلبي الاجتماعي وصلت إلى مخيمات فلسطينية لطالما بقيت حذرة من المشاركة في الحراك السياسي في الأردن، وذلك تخوفاً من الدعايات التي يطلقها التيار اليميني في الحركة السياسية الأردنية التي ترفع فزاعات مشاريع التوطين، وتروّج للخوف من تدخّل الفلسطينيين... ويبدو أن التيارات اللبنانية اليمينية بدأت تلاقي صدى لها في الأردن، في هذا المكان بالذات. ولكن شبيبة المخيم ما زالوا كما كانوا منذ أكثر من 50 عاماً، في حالة ثورية ورافضة للأوضاع المزرية التي تفرض عليهم. وهذه الروح تتجلى الآن تحت شعار «المخيم يريد انتخاب اللجان».