بلاد العرب تلفظ فلسطينيي سورية
مجموعة العمل من أجل فلسطينيي
سورية – بيروت
شعارات ليست بالجديدة ولكنها كثيرة
وشائعة بين جموع اللاجئين الفلسطينيين
السوريين في مخيمات الشتات الجديد لا سيما لبنان، تنادي بالهجرة على الملئ بعدما كانت هذه
الأصوات تلقى استنكارا ًرغم صدورها على استحياء .
فربما هذه النداءات ماهي إلا إحدى
النتائح السلبية المنبثقة عن الأوضاع التي أصبحت تحيط بحياة اللاجئين من استباحة
مخيماتهم وبعثرة مجتمعاتهم وضرب استقرارهم.
لقد بدأ الميسورون من اللاجئين اختيار منافيهم الجديدة وشراء الموت بآلاف
الدولارات من سماسرة البشر فركبوا البحر وقطعوا الحدود فمنهم من وصل ومنهم من
تعثر، إلا أن شرائح أخرى منهم لم يجدوا سبيلا للخروج مما هم فيه بعدما ضاقت عليهم
البلاد العربية بما رحبت إلا الخروج إلى الشوارع ليصرخوا بكلمات ٍ أسعدت "
قادة الاحتلال الاسرائيلي " وأطربت مسامعهم وعملوا من أجلها طويلا ً أن "هجرونا هجرونا ".
محمد لاجئ فلسطيني من سورية في لبنان
لم يعد يشغل باله إلا السفر للخلاص من حالة القهر التي يعيشها بعدما فقد دراسته
وعمله وأحلامه بمستقبل جميل خطط له يوم
كان يعيش نوعا ًمن الاستقرار في مخيم سبينة قبل الأزمة السورية " لقد مضى على
وجودي في لبنان أكثر من عام ونصف العام لم أتمكن خلالها من إيجاد فرصة عمل ولا حتى
الالتحاق بالجامعة" ويضيف " إن اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يعانون
كما نعاني ، فلا مفر من الذهاب إلى أي بلد نستطيع ان نجد فيه أنفسنا ونؤمن به
مستقبلنا ".
أما هالة الفتاة ابنة السابعة عشر
ربيعا ً تروي أسباب طلب الهجرة بحنجرة تملؤها الحسرة " لقد سجلت في ثانوية
اليرموك للاناث وفرحت بارتداء الزي المدرسي إلا أن فرحتى لم تطل ، لقد خرجنا من
مخيم اليرموك يوم قصف بالطيران الحربي وانتقلنا إلى لبنان وتركت دراستي وأصبحت
أحلامي شيئا ً من الماضي ، إنني أحاول اقناع والدي أن يرسلني برفقة أقاربي إلى
ليبيا لأذهب من هناك مع من يذهب عبر البحر إلى أوروبا لأستطيع فيما بعد لم شمل
أسرتي ".
وياسمين عبرت عن أسفها لما تعيشه وتشهده من مآسي تحيط
باللاجئين فما زال راسخا ً في ذاكرتها كيف انتظرت على الحدود يوما ً كاملا ً برفقة
أهلها في يوم ماطر لعدم السماح لهم بالدخول الى لبنان. " لقد كدنا نتجمد من
البرد لولا أن الله يسر لنا الدخول بعد تبديل المناوبيين على نقطة المصنع اللبناني
بعد اصرار الضابط المناوب السابق على منعنا " وأردفت " لكم شعرنا بالذل
ونحن نترجاه " نريد أن نهاجر لنشعر بانسانيتيا المسلوبة وكرامتنا التي هدرت
على حدود بلادنا الشقيقة " .
هذه عينات بسيطة لأبناء بعض المخيمات
والتجمعات الفلسطينية في لبنان من فلسطينيي سورية الذين خرجوا يطالبون بالهجرة على قناعة منهم ،
معبرين بالوقت ذاته عن تمسكهم بحق العودة فلسان حالهم يقول " إن العودة إلى
فلسطين لا يشترط أن تكون من مخيمات الشتات وأن وجودنا في أوروبا سيجعلنا أكثر قدرة
على بناء قدراتنا وفهم ذاتنا " .
إن الغياب الواضح للمرجعيات الوطنية
الفلسطينية وقصورها عن تقديم الدعم اللازم لفلسطينيي الشتات وتركهم لخياراتهم
المقيدة بالظروف القاسية التي يعيشونها في ظل غياب أو تعطيل التشريعات العربية
التي تمنح اللاجئين الحق في العمل والتنقل ، تساهم إلى حد ٍ كبير في تنامي هذه
الدعوات ، كما أن اقتصار دور المنظمة الدولية "الأونروا " على تقديم
العون والإغاثة وعدم تطوير أدائها ليشمل تقديم الحماية بكافة أشكالها التي نصت
علها الاتفاقية الدولية للاجئين عام 1951 أدى ذلك إلى التهاون في الحقوق الممنوحة
للاجئين الفلسطينيين وتسجيل الانتهاكات اليومية بحقهم سواء في الدول المضيفة التي
تعترف بمسؤوليتها عنهم فيها أو اللاجئين المسجلين لديها وأصبحوا خارج نطاق عملها .
لذا لا بد للجميع وعلى مختلف
المستويات الشعبية و الرسمية الفلسطينية و العربية والمجتمع الدولي الداعم لحق
الشعب الفلسطيني من النتنبه والعمل على
إفشال مخططات الاحتلال الاسرائيلية والمشاريع الرامية إلى شطب قضية اللاجئين و
تهجيرالفلسطينيين من دول الطوق المحيط بفلسطين
إلى أقاصي بقاع الأرض تمهيدا ً لإلغاء حقهم في العودة .