القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024

بين لجوء الفلسطينيين... بين لجوء الفلسطينيين

بين لجوء الفلسطينيين... بين لجوء الفلسطينيين

بقلم: هشام منوّر

تبدع العقلية الإسرائيلية في محاولة اجتراح الحلول والأفكار الخلاقة لسلب الضحية الفلسطينية حتى نصيبها من الألم والمعاناة، وحظها من التعاطف والمواساة الإنسانية، بعد أن تفشل في محاولات تزييف الرواية الفلسطينية والتعمية عليها بالإضاءة على مأساة الهولوكوست والاضطهاد الغربي ليهود أوروبا والزج بهم في أتون الحروب العالمية، وتصفية الحسابات معهم بعد كل انقلاب اجتماعي على نظام سياسي كان قائماً.

آخر إبداعات العقلية الإسرائيلية فيما يتعلق بمواجهة المأساة الفلسطينية المتمثلة بلجوء أكثر من نصف الشعب اليومي حالياً في بلدان الشتات والجوار، جاء عبر وزارة الخارجية الإسرائيلية، التي حاولت «عبثاً» مقابل الجرح بالجرح، والألم بالألم، والمأساة بالمأساة، بل المبالغة في تضخيمها لمصلحة الطرف الإسرائيلي!

ففي بيان أصدرته وزارة الخارجية الإسرائيلية ادعت أن نصف سكان دولة «إسرائيل» قد أتوا من يهود البلدان العربية إبان حروبها معهم، وقالت الخارجية الإسرائيلية إن «ما يقارب نصف الإسرائيليين اليهود اليوم، بمن فيهم ذريتهم، قادمون من بلدان عربية، ففي الفترة ما بين أواخر الأربعينيات من القرن الماضي وسنة 1967 تم تهجير الأغلبية الساحقة من يهود الدول العربية من البلدان التي ولدوا فيها، حيث محيت معظم المجتمعات اليهودية في هذه البلدان من الوجود، تاركة وراءها بضعة آلاف من اليهود المتناثرين في عدد قليل من المدن. وفي الفترة بين 1948 و1967 تم تهجير 850 ألف يهودي من الدول العربية، إما بالطرد المباشر وإما بإجبارهم على الهجرة».

الرواية الإسرائيلية أشارت إلى ما سمته اجتماع اللجنة السياسية للجامعة العربية إبان حرب 48 بخصوص من سمتهم «اليهود»، وسلسلة التوصيات التي رفعت إلى الدول العربية والإسلامية، والتي كان من أهمها «سحب المواطنة من اليهود العرب وتجميد أموالهم في المصارف وتأميم ممتلكاتهم بملايين الدولارات، ومنع تشغيلهم في الدوائر الحكومية».

وفي مقارنة بدهية من وجهة نظر الخارجية الإسرائيلية وبيانها «المستفز» رأت الخارجية الإسرائيلية أن أعداد من سمتهم اللاجئين اليهود بلغوا عام 1968 ما يقرب من 850 ألف لاجئ في مقابل 600 ألف لاجئ فلسطيني!؟ ليخلص التقرير الإسرائيلي إلى إعلان استحالة حل قضية اللاجئين في المنطقة دون تحمل الجامعة العربية ودولها المنضوية تحتها لمسؤوليتها تجاه هذه المعضلة «الإنسانية». ودعوة حكومة «إسرائيل» إلى عدم القبول بأي حل يتعلق بحق العودة أو تعويض اللاجئين الفلسطينيين ما لم يتم معاوضة ومقابلة لاجئي اليهود بالفلسطينيين، بحسب زعمها!؟

مزعج للوهلة الأولى التحليل الإسرائيلي الرامي إلى مقابلة الهجرة اليهودية إلى فلسطين المحتلة بالتهجير الفلسطيني إلى خارجها وتشريد سكان البلاد الأصليين إلى دول الشتات والعالم، وهي محاولة تندرج ضمن سياق مقايضة المعاناة والألم والمأساة، إن وجدا، أو ربما.. ابتزاز الدول العربية والإسلامية والعالم بأسره!؟

المصدر: جريدة الوطن السورية