تبرعوا لدفن الرئيس
بقلم: ماهر
حجازي*
مدونتي السابقة
حول (المرحومة منظمة التحرير) وما لاقته من انتقاد الأموات لها وفعلا كانت لهم بمثابة
صعقة كهربائية دفعتهم للنهوض من غيبوبتهم، هذا الأمر دفعني للكتابة اليوم حول مسيرة
الموتى الأحياء عسى أن يستيقظوا من سباتهم ويعدلوا مسار حياتهم التي أضاعوا من خلاله
حقوق شعب فلسطين وشوهوا صورة نضاله لنيل الحرية والعودة.
حديثي اليوم عن
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن)، صحيح أني سأتحدث قاصا مدونتي بسخرية
لكنها واقع مرير وحالة مخزية وتصرفات لا تنم عن عقلانية ومكانة رئيس دولة ولو في الأحلام.
والمصيبة في أحلام
التي هرول إليها سيادة الريس أبو مازن في مشهد الطفل الذي يحتضن أمه للرضاعة من ثديها،
تمسك بيد الرئيس التائه الغارق في غيبوبة أحلامه لا يدري بأي حال هو سعادة الرئيس.
لم يكلف نفسه الرئيس
أن يزور مخيمات شعبه في لبنان، لم يفكر بأن يعانق أحلام أطفال فلسطين في هذه المعتقلات
التي تسمى مخيمات، أثر عناق الجمال وأن يشتم عطر الأنوثة، فهو لا يقوى على أحلام طفولة
معذبة ولا على رائحة اللجوء التي تقطر منها صنوف المعاناة التي يعيشها فلسطينيو لبنان.
لكن الرئيس الملهم
لم يتوقف عند ذلك، بل سولت له نفسه أن ينغص عيش الفلسطينيين في لبنان أكثر فأكثر، ليتحدث
عن أحقية الجيش اللبناني في دخول المخيمات الفلسطينية وسحب السلاح، لم يدرك الرئيس
أن تصريحاته هذه كانت سببا في اقتتال جديد بمخيم عين الحلوة، ربما سكرة أحلام أعمت
بصره وبصيرته.
لم يفعلها أحد
من قبله يتوجه سعادة الرئيس لحضور برنامج "أرب أيدول"، هو ذاته من تذرع أنه
لا يريد زيارة المخيمات الفلسطينية في لبنان لخشيته من اغلاق شوارع بيروت أمام موكبه،
أبو مازن صاحب القلب الحنون المرهف يخشى ان تتعطل مصالح شعب لبنان، لكن لم يكن من عطفه
وحنيته على أبناء فلسطين في لبنان نصيب.
هل تعلم سيادة
الريس أن فلسطينيو لبنان ممنوعون من العمل في أكثر من 60 مهنة؟
هل تعلم أن فلسطينيو
سورية في لبنان يعيشون ظروفا مأساوية لم تفكر في حالهم وأوضاعهم أثرت عناق هذه وتلك
ولم تعانق هموم من تدعي تمثيلهم.
هل تعلم أن كلفة
إصدار جواز سفر سلطة فلسطينية من حضرتكم 50 يورو، ليس بمقدور فلسطينيي سورية في تركيا
دفعها لكم، في حين "أنكم وضعتم حاتم الطائي بجيبتكم الصغيرة وما شاء الله تقدم
جوازات سفر يمنة ويسرة للفنانين والفنانات حتى الجنسية الفلسطينية"، "إذا
في مجال سيادة الرئيس أن تمنحوا الشعب الفلسطيني في الشتات الجنسية الفلسطينية".
أما قصة الرئيس
مع العيد هي المضحك المبكي، "كان يا ما كان" قبل يومين اتصل الرئيس الأمريكي
ترمب بالرئيس أبو مازن داعيا إياه إلى زيارة البيت الأبيض، أبو مازن لم يستطع عقله
تحمل فكرة أن يتصل به ترمب وبدأت التصريحات الإعلامية عن سعادة أبو مازن بالاتصال والدعوة
الأمريكية، تماما كما يحدث مع الصبي عندما يأخذ عيدية من والديه حسبي الله ونعم الوكيل.
مواقف محرجة لشعبنا
الفلسطيني يتسبب بها الرئيس أبو مازن، مواقف تنعكس سلبا على مكانة الشعب الفلسطيني
بين شعوب العالم، مواقف مراهقة سياسية لا تحسب قيمة لشعب يضحي ويقاوم ويقدم في سبيل
استعادة الأرض وتحرير الوطن، ولابد أن يكون رئيس هذا الشعب بحجم تضحياته.
نحن الفلسطينيون
اليوم أمام خيارات متعددة في ظل استمرار المهاترات والتصرفات غير المسؤولة لرئيس السلطة،
إما أن نغمض البصر عن هذه التصرفات وندرجها في إطار الشيخوخة وتقدم السن وتراجع القدرات،
وأما أن نكون أكثر جرأة بأن نقول لمحمود عباس إلى التقاعد "در" لنكمل مسيرة
شعب نحو الحرية والانعتاق من الاحتلال وبناء دولتنا على كامل التراب، لذا ندعوكم للتبرع
لدفن الرئيس بكلمة حق! ولكم الأجر وفي ميزان حسناتكم الوطنية.
* إعلامي وباحث
فلسطيني
المصدر:
مدونات الجزيرة