تجار البارد: يعود العيد ولا يعود زبائنه
زياد شتيوي/ نهر البارد
عيد، بأية حال عدت يا عيد؟ أضحى مخيم نهر البارد ملتقى الشرق والغرب، بوابة عكار ومركزها التجاري الأول.
حال وأي حال؟ يمر به مخيم نهر البارد منذ أربع سنوات؟ اقتصادياً، معيشياً، حدّث ولا حرج، محلات مشرعة الأبواب، لا تلقى زائراً إلا ما ندر والأغلب من أهل المخيم. سوق أصبح بلا تسوّق. في مثل هذه الأيام من كل عام كان مخيم نهر البارد يعجّ بالزائرين والمتبضعين، حتى كان أهالي المخيم يلتزمون بيوتهم إفساحا للمجال أمام الوافدين من أبناء القرى المجاورة ليشتروا ما يلزمهم، وكانت تغص بهم شوارع وأسواق المخيم. يشترون بثمن بخسٍ ما يلزمهم من حاجات العيد. أما اليوم، وبعد ما حلّ بالبارد وأهله من نكبة، تمشي مستطلعاً متفرجاً ويعتصرك الألم مما تشاهد وتسمع وترى، محلات وبضائع بآلاف الدولارات تنتظر مع أصحابها طاقة فرج ربما تُفتح إكراما لهذا الشهر الفضيل، ويتكرم علينا بها أصحاب القرار بفتح أبواب المخيم الخمسة أمام من يريد الولوج إلى داخل المخيم في أيام معدودات. أربع سنوات مرت، وما زال تجار نهر البارد ينتظرون بفارغ الصبر قراراً شجاعاً ممن يملكون القرار بإزالة آثار النكبة.
عندما تشكلت الحكومة الجديدة استبشر الناس خيراً منها بإنصاف البارد وأهله، ولمَ لا، وهي تضم في صفوفها من هم مع حق الفلسطينيين بالعيش بكرامة حتى عودتهم إلى ديارهم، وما زلنا نستبشر خيراً حتى الآن رغم ما نعاني.
ننتظر إانصافنا والتخفيف عن كاهل أهلنا ما عانوه حتى الآن من ظلم وإجحاف وتمييز. ما زال أطفالنا ينتظرون بفارغ الصبر مستقبلاً كريماً يحفظ لهم حقهم بالعيش بكرامة الإنسان، حتى يأتي ذلك اليوم نعيش على أمل، ونقول: لك الله يا نهر البارد!