تجمع الشبريحا.. بين مطرقة الدولة اللبنانية وسندان الأونروا!
عامر كلّم/ خاص لاجئ نت
كأن تجمع الشبريحا في جزيرة ما في المحيط الهندي بعيدة عن أعين الدولة
اللبنانية ولا تخضع لسيادتها، أو أن سكانها هجروا وشردوا من القطب الشمالي ليُستثنَوا
من خدمات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، أو أنها ليست جزءاً من الشعب الفلسطيني
المعذب ليشطبوا من خدمات ونفوذ الفصائل الفلسطينية، على غرار المناطق اللبنانية التي
تخضع للسيادة والحكم اللبناني أو المخيمات المغلقة التي تلتزم الأونروا والفصائل الفلسطينية
بها!
نعم، هو تجمع فلسطيني ساحلي يقع في جنوب لبنان يتبع لقضاء صور ويخضع
عقارياً لبلدية العباسية. يحدها من الشرق بلدة العباسية، ومن الغرب البحر المتوسط،
ومن الشمال قدموس والبرغلية، ومن الجنوب منطقة الحمادية. يسكنها فلسطينيون من قرى شمال
فلسطين مثل ترشيحا وصفد والجب يوسف قضاء عكا، وأغلب السكان ينحدرون من عشائر
المنطقة وأهمها عشيرة المواسي وعشيرة السمنية وعشيرة الصويلات وعشيرة القديرات وأقليات
أخرى. عدد سكانه 3000 نسمة تقريباً.
عانى هذا التجمع من الحرمان الخدماتي والإنمائي منذ نشوئة في مطلع الخمسينيات
وما زال يعاني، تتهرب الدولة البنانية من واجبها تجاهه بحجة أنه تجمع فلسطيني لا تشمله
الرعاية البلدية! وتتهرب الأونروا من واجبها تجاهه بحجة أنه ليس مخيماً ولا تشمله خدماتها
الأساسية، ولا تبالي الفصائل الفلسطينية بواجبها تجاهه، لكونه تجمعاً لا توجد فية قيادات
وأصحاب نفوذ على غرار المخيمات الأخرى.
وبالنتيجة يقع تجمع الشبريحا وإخوته تحت مطرقة الدولة اللبنانية وسندان
الأونروا والفصائل من ناحية التقصير والإهمال الخدماتي..
هناك مشاكل عديدة في هذا التجمع، يصعب إحصاؤها وعدّها. فإلى متى يبقى
على هذا الحال؟؟ ومن المسؤول أولاً وأخيراً عن كل هذه المأساة والحرمان؟ إذا كان المخطط
والمراد هو إلهاؤنا وتذويبنا في مشاكل وزواريب المخيمات لننسى قضيتنا الأساس، وهي عودتنا
إلى ديارنا التي شُرِّدنا منها، فإننا نقول وبالفم الملآن:
نحن أبناء فلسطين لن نرضى بالتوطين ولا التهجير إلى مشارق الأرض ومغاربها
لننعم هناك! وقد قلناها قبل عام بالدم وليس بالقول والشعر والخطابات، قلناها هناك يوم
النكبة في مارون الراس في 15 أيار الماضي: ستبقى البوصلة متجهة إلى هناك، وستبقى أنظارنا
شاخصة تنظر وتنتظر ساعة النصر والعودة إلى فلسطين لنصلي في رحاب الأقصى. ولا ضير في
أن نعيش في مخيماتنا بعزة وكرامة حتى ذلك الموعد القريب..